الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات لمن كان زوجها لا يصلي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي لا يصلي ولا أعرف السبب، ودائماً أذكره بالله، وكلما ذكرته أبكي لأنني لا أحب تارك الصلاة، فأشعر كان قلبي اقتلع من مكانه، فهو قبل أن نتزوج كان يصلي، وبعد الزواج ترك الصلاة، فهو يعرف أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لا يعرف السبب في ترك الصلاة! أريد طريقة ليرجع إلى الصلاة.

أرجوكم ساعدوني في هذه المشكلة لأنني حريصة على الدين القيم.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ Amne حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يصلح هذا الزوج، وأن يرده إلى صوابه، وأن يلهمك السداد والرشاد.

فإنه لا مكان لتارك الصلاة في بيوت المسلمين، وهي الميزان الذي يوزن به الإنسان في الدنيا والآخرة، فإننا إذا أردنا أن ننظر في دين إنسان معين، نظرنا أولاً في صلاته، وفي الآخرة فإن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.

ولم تعرف مجتمعات المسلمين تاركي الصلاة إلا بعد تأثر الناس بالمستعمر، وحتى أهل النفاق ما كانو يتركون الصلاة، ولكنهم كانوا يقومون إليها يجرون أرجلهم من الكسل والتثاقل، وقد فضجهم ربنا جل وعلا فقال: (( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ))[النساء:142].

والصلاة هي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان ما دام فيه نفس يصعد ويهبط، فلابد للمريض أن يؤديها، ولابد للمجاهد في معركته أن يصليها، فكيف يتركها رجل متعه الله بالعافية وأنعم عليه بالنعم الوافية، وقد أحسن من قال:

خسر الذي ترك الصلاة وخابا *** وأبـى مـعـاداً صـادقــاً ومــآبــــا
إن كان يجحدها فحسبك أنـه *** أضـحـى بـربـك كـافـراً مـرتـابــا
أو كان يتركها لنوع تـكـاسـل *** غطى على وجه الصواب حجابا
فـالشـافـعـي ومالك رأيـا لـه *** إن لم يتب حد الحسام عـقـابـا

وقد أسعدني حرصك على هداية هذا الزوج، وأعجبني قولك: لا أحب تارك الصلاة، وكل ذلك يدل على ما عندك من الخير، ومما يعينك على الصلاح ما يلي:

1- التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- الإخلاص في نصحه، فإن كلام أهل الإخلاص يصل إلى القلب.

3- ذكر الجوانب الإيجابية واتخاذها مدخلاً إلى قلبه.

4- تذكيره بأيام مواظبته على الصلاة.

5- تذكيره بحكم تارك الصلاة.

6- ربطه بأصدقاء من المصلين.

7- معرفة الأشياء التي تؤثر فيه واتخاذها وسائل حتى يعود إلى صوابه.

8- الصبر عليه والاجتهاد في إزالة الشبهات إن وجدت.

9- اتخاذ وسائل مختلفة مع دراسة الآثار لكل خطوة تقومين بها.

وإذا لم يحصل تقدم بعد اتخاذ كافة الوسائل، فلابد أن تشعريه أنك لا تستطيعين أن تعيشي مع إنسان لا يسجد لله، وحاولي التوقف عن الأكل معه، وتهديده بالابتعاد عن فراشه حتى يعود إلى صوابه، ولا مانع من عرض الأمر على من يستطيع التأثير عليه من أهله وأرحامك.

ونحن نظن أن هذا الرجل إذا لاحظ تغير طريقتك في التعامل، ورغبتك في إيقاف مسيرة الحياة الزوجية، سوف يعود إلى صوابه وسداده، ونسال الله أن يردنا إلى إليه رداً جميلا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق بسمه الم

    اللهم ارزق زوجي رضاك وسيره الى الصراط المستقيم واملئ قلبه بنور سبحاااااااااان ربي العظيم وبحدمه ...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً