الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق تساعد في تغيير السلوكيات الخاطئة

السؤال

كيف نستطيع تغيير سلوكياتنا؟ وكيف نستطيع التفاهم مع غيرنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Khawela حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحباً بفتاة تنشد التغيير، وتتطلع إلى إرضاء الخالق القدير، وتتمنى أن تعرف فن التفاهم مع الكبير والصغير، وشكراَ لك على التواصل مع موقعك، ومرحباً بك بين الآباء والإخوان.

لقد اتفق العلماء على أن الطباع تتغير، ولذلك جاء الرسل والرسالات، لترفع هذا الإنسان إلى مراتب الكمالات، بل إن الحيوان يتغير، فربما عاد المتوحش أليفاً، ومما يساعد على حصول التغيير ما يلي:

1- التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والذي لا يهدي لأحسن الأخلاق ألا هو سبحانه وتعالى.
2- مجالسة أصحاب الصفات الحسنة، والاجتهاد في التشبه بهم.
3- معرفة منزلة الأخلاق الحسنة، فالمؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
4- تكلف الأخلاق الحسنة حتى تتحول إلى عادة وسجية (وإنما الحلم بالتحلم).
5- الاستعانة بالله والتمسك بالعزائم (ومن يتصبر يصبره الله)
6- التأسي بمن مدحه ربه فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم:4].
7- تذكر الثواب والأجر الذي يناله من حسن أخلاقه.
8- معرفة أن السلوك الطيب سبب أساسي للنجاح في الحياة، وقد قال عبد الملك بن مروان رحمه الله لأولاده: (عليكم بحسن الأدب، فإن صرتم ملوكاً سدتم، وإن صرتم من السوقة عشتم) يعني بحسن أدبكم.
9- الإكثار من الصيام والصلاة وتلاوة القرآن، وتذكر الموت على الدوام.

أما بالنسبة لتطوير طريقتنا في التعامل والتفاهم والتواصل مع الناس، فإن الأصل فيها هو أن نعامل الناس بمثل ما نحب أن يعاملونا به، وكل الناس يحتاج إلى الحب والتقدير والاهتمام، وإذا أرادت الأخت أن تسيطر على قلب أختها فعليها أن تدعوها بأحب الأسماء إليها، وتبتسم في وجهها، وتفسح لها في مجلسها، وتحرص على حسن استقبالها وحسن وداعها، فإن الانطباع الأول له أعظم الأثر، وكلمات الوداع تعلق بالذهن وتسكن في الفؤاد، مع ضرورة اللجوء إلى من قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء، وأرجو أن ترددي في يقين: (اللهم حببني إلى خلقك وحبب إلي الصالحين منهم).

كما نتمنى أن تعاملي كبير المسلمين معاملة الآباء والأمهات احتراماً وتقديراً، وأن تعاملي الصغير من المسلمين معاملة الأطفال شفقة ورحمة، وأن تعاملي من كان في سنك معاملة الأخوات والإخوان احتراماً وحباً.

ولا تنسي أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن المشاركة في الأفراح والأتراح يجلب السعادة، وأن تطييب الخواطر وإدخال السرور يجلب رحمة الغفور، وإذا حرص الإنسان على رضى الله رضي الله عنه وأرضى عنه الخلق، وألقى له القبول في الأرض، وإنما يحصل النفور بمخالفتنا لشريعة الشكور، وبوجود التخاصم والفجور.

وما من قوم يجتمعون على الصلاة والقرآن إلا حصلت لهم الألفة والرضوان، وأرجو أن نخلص في نيتنا، ونصدق في رغبتنا، ونسعى لإفشاء السلام بيننا، ونردد قول نيبنا صلى الله عليه وسلم: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن أعلن لك سعادتي بهذا السؤال، ومن حقنا أن نفرح بأجيال ترغب في المودة والسلام، وتتطلع إلى السير على خطى رسولنا خير الأنام، ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والهداية على الدوام.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً