الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرة الرجل على زوجته من وجود أولاد أختها حال غيابه

السؤال

أنا متزوج منذ 12 سنة، لي ولد عمره 10 سنوات، وبنت عمرها 3 سنوات، أحب زوجتي جداً، ظروف عملي تحتم علي الغياب عن البيت 3 أشهر، يزور زوجتي أولاد أختها، وأحياناً يبيتون عند خالتهم، مشكلتي أني أغار من تواجدهم في بيتي، وفي نفس الوقت تثور زوجتي كلما فتحت معها الموضوع غضباً؛ كونهم أبنا أختها الكبيرة، وأني لا أثق بها، وأنا أثق بها، وفي نفس الوقت لا أريدهم في بيتي إلا في زيارات عادية وليس استقراراً بالأسبوع والشهر، وأيضاً هم شباب لا أثق بهم لمعرفتي بأنهم في سن خطيرة (20 سنة)، وميولهم لا تناسب توجهي لتربية أولادي، أخاف أن أتخذ قراراً خاطئاً، علماً بأني أتصل وأسأل زوجتي، هل عندنا أحد؟ فتجيب بالنفي، وعندما أكلم ابني يؤكد وجودهم. كيف أتعامل مع زوجتي؟ وهل غيرتي في غير محلها؟ علماً بأني رجلٌ محافظ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / علي أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك لك في زوجك وأولادك، وأن يصب عليكم الخير صباً، وأن يبارك لكم فيما رزقكم، وأن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن.

وبخصوص ما ورد بسؤالك: فمن حق الرجل شرعاً على امرأته ألا تدخل أحداً داره إلا بإذنه، وألا تسمح في دخول بيته لمن يكره حتى ولو كان أقرب الناس إليها؛ لأن هذا مما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا واجبٌ شرعي عليها تجاه زوجها، وينبغي أن تعلم زوجتك الكريمة ذلك بصرف النظر عن مسألة الغيرة التي تتكلم عنها، ويجب عليها أن تحترم رغبتك وإرادتك، ولكن نظراً لصعوبة الموقف فإن الزوجة قد تستحي أن ترد أقاربها بحجة غضب أختها أو غيرها، وهذا هو الواقع مع الأسف، ونحن أيضاً لا نريد أن تقطع الأرحام لتحقيق رغباتنا، لذا أرى أن تتوسطا في الأمر أنت وهي، وذلك على أن تكون الزيارات فعلاً عادية وطارئة وليست على وضع الإقامة والاستقرار، وكم أتمنى أن تقرأ زوجتك الكريمة كلامي هذا بل وأن تسأل من شاءت من أهل العلم عندكم؛ لأن هذا من حقك الشرعي الواجب عليها، فأقول لها: لماذا لا تكون الزيارات في وجود زوجك ما دام الأمر طبيعياً وزوجك لا يسيء معاملتهم أو استقبالهم؟ أعتقد أن هذا هو الحل الأمثل وهو صحيح شرعاً أن تحاولي أن تكون الزيارات في وجود زوجك وليست طويلة، وما دام زوجك لا يرغب في دخولهم بيته في غيابه أو الفترات طويلة فلماذا تهدّمي بيتك بحجة أنه لا يثق بك؟ هذا يا أختي من وساوس الشيطان، الرجل من حقه هذا وهو لا يمنع الزيارات، وإنما يطلب بوضع ضوابط لها وهذا شيء عادي جداً يا أختاه، فلا يضحك عليك الشيطان ولا يفسد عليك بيتك وأولادك والأمر عادي جداً، فأرجو أن تأخذيه بهدوء وعقلانية وستجدين الخير فيه إن شاء الله، وكوني لزوجك عوناً على طاعة الله وراحة نفسه واستقرار أسرتك.

بارك الله فيك وصرف عنك وعن زوجك كل مكروه وسوء، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً