الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكفاءة في الزواج

السؤال

تقدم شاب لخطبتي وهو على خلق جيد ومتدين، متواضع الدخل ومسؤول عن أسرته، كما أنه يمتلك منزلا اشتراه عن طريق البنك، فكان رد أهلي بالرفض على أنه طامع بمالي؟ فما يكون الرد بين الدنيا والدين؟ نرجو منكم النصيحة، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفتاة هي التي سوف تعيش مع الرجل، وليس أهلها، ويمكن للآخرين أن يختاروا لها ثوباً لتلبسه أو طعاماً لتأكله، لكن لن يستطيعوا أن يختاروا لها زوجاً إلا بعد موافقتها ورضاها وقبولها للرجل، وارتضائها لدينه وخلقه، وإذا كان الرجل صاحب دين وخلق ويمتلك دارا، وعنده قدرة على تحمل المسؤوليات، فأرجو عدم التفريط فيه.

وأرجو أن تعلموا أن المرأة لا يمكن أن تستغني بمالها ولا بشهادتها عن الرجل، ولا يمكن أن تنال السعادة إلا في صحبة رجل يبادلها المشاعر ويعينها على طاعة الكبير القاهر، وإذا حصل الارتياح (فليس للمتحابين مثل النكاح)، وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندنا فتاة يتيمة خطبها غني وفقير ونحن نريد لها الغني وهي تهوى الفقير، فقال: (زوجوها بالفقير فليس للمتحابين مثل النكاح).

وإذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق، فلن يندم من يشتريه بالأموال؛ لأن العبرة بصلاح الأخلاق والدين، ولا يغني المال عن أهله شئيا إذا كانت أخلاقهم سيئة، ولا يغني النسب شيئاً إذا لم يكن معه دين، وقد رفع الإسلام سلمان الفارسي، ووضع الشرك الشريف أبا لهب.

ونصيحتي للأولياء أن يتقوا الله في بناتهم، وأن يعلموا أن الأمر بيد الفتاة، فلا تنكح بكر إلا بإذنها ورضاها، أما الثيب فهي أحق بنفسها؛ لأن خبرتها بالرجال واسعة، بخلاف التي تحتاج لبعض الإرشادات، لكن الأمر أولاً وأخيراً يعود إليها، فهي صاحبة المصلحة.

ونحن نتمنى أن يكرر المحاولات، وأن تجدي من يساعدك على إقناع الأهل من العمات والخالات والصالحين والصالحات، واجتهدي في الإحسان إلى أهلك وتقدير مشاعرهم، فإنهم يريدون لك الخير، لكنهم أخطأوا برفضهم، مع سلامة نياتهم وحسن مقصدهم، فالتمسي لهم الأعذار، وأشغلي نفسك بطاعة القهار، وبكثرة الاستغفار، وبالصلاة والسلام على النبي المختار.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً