الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لتحسين النوم.

السؤال

تنتابني منذ أشهر حالة قلق مستمر بل إني لم أعد أستطيع النوم بشكل طبيعي، (أقصد المدة الزمنية) فأنا أظل مستيقظاً لمدة 40 ساعة وقد أنام 24 ساعة، أضف إلى ذلك النظرة التشاؤمية لما حولي، فأتوقع حدوث أسوأ الاحتمالات دون مبرر ظاهر، هذا وقد صرت أتناول دواء من مضادات الهستامين حتى صرت آخذه بكميات كبيرة، ولابد أن أذكر أني انطوائي، ليس لي صداقات تذكر.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو يا أخي أن تثق تماماً بأن العلة التي تمر بها هي -إن شاء الله- أمر ظرفي وطارئ ولن يكون مستمراً، ولكن بالتأكيد يتطلب الأمر منك الثقة في نفسك والاجتهاد في تنظيم النوم.

النوم يعتمد بالتأكيد على مسارات عصبية ومواد كيميائية تفرز، وهذا مرتبط بالجانب الوجداني والعاطفي لدى الإنسان، ولابد للإنسان أن يقوم بعمل الانضباط السلوكي اللازم فيما يخص نومه، فالنوم يمكن أن ينظم عن طريق الانضباط الكامل في اختيار وقت النوم والالتزام به.

النصائح العامة التي نوجهها دائماً للإخوة لتحسين النوم هي:

أولاً: لابد أن تمارس الرياضة بصفة يومية لمدة لا تقل عن نصف ساعة وأفضلها رياضة المشي.

ثانياً: يجب ألا تنام يا أخي مطلقاً في أثناء النهار خاصة في عمرك، يجب أن تثبت وقت النوم الليلي، أي أن تذهب إلى الفراش في وقت معلوم، ومن الضروري جدّاً أن تتجنب تناول الشاي والقهوة وكل المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل البيبسي وخلافه، لا تتناولها مطلقاً بعد الساعة السادسة مساء.

ثالثاً: هنالك دراسات تشير أن تناول الحليب الدافئ قبل النوم يعتبر أمراً جيداً، ويساعد على الهدوء ويشعر الإنسان بالنوم.

رابعاً: من الضروري أيضاً أن تكون غرفة النوم معدة بالصورة الصحيحة، يجب ألا يكون بها تليفزيون كما يفعل البعض، ولابد أن تكون هادئة.

خامساً: عليك أيضاً ان تقرأ بعض المواضيع قبل النوم، بشرط ألا تكون هذه المواضيع من المواضيع الجاذبة، اقرأ أي موضوع قصير وسوف تجد إن شاء الله أنه قد ساعدك.

سادساً: لابد أن تكون ملتزماً التزاماً قاطعاً بأذكار النوم، ولابد أن تؤمن بقيمتها، فهي إن شاء الله أفضل مدخل وأكثر مسهل للنوم.

بالتأكيد هذا الاضطراب في النوم مع الشعور بالخوف من المستقبل هو دليل على أنك أيضاً مصاب بشيء من القلق ونوع من عسر المزاج.

أنصحك يا أخي بألا تتناول مضادات الهستامين، أعرف أنها تساعد في النوم كثيراً ولكنها تحمل الصفات الإدمانية، كما أن هنالك دراسات تشير أنها تسبب الاكتئاب النفسي، وأنت بدأت تتناول كميات كبيرة منها، وهذا دليل قاطع أن هذه الأدوية تحمل الصفات التعودية؛ حيث أن الأدوية التعودية لا تؤدي إلى أثرها المرغوب إلا إذا رفع الإنسان الجرعة من وقت لآخر، إذن أرجو ملخصاً أن تتجنبها.

أنا إن شاء الله سوف أصف لك دواء يعتبر فعّالا وممتازا، ومن الأدوية الجيدة جدّاً ويساعدك إن شاء الله كثيراً في النوم، هنالك دواء يعرف باسم تربتزول، هو من الأدوية القديمة ولكنه جيد، أرجو أن تتناوله بجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة، مثل الشعور بالجفاف في الفم، ولكنها تختفي مع مواصلة العلاج، ويتميز أنه رخيص جدّاً ولا يكلف كثيراً.

هنالك دواء آخر بديل يعرف باسم ريمانون، هو من الأدوية الحديثة والفعّالة والممتازة والمحسنة للنوم والمزيلة للاكتئاب، جرعته هي حبة واحدة من فئة 30 مليجرام ليلاً، ومدة العلاج المطلوبة هي ثلاثة إلى أربعة أشهر، يعاب على هذا الدواء أنه مكلف بعض الشيء، فلك إن شاء الله حرية الاختيار فيما يتيسر لك من أي من الدوائين.

أخي الفاضل: الانطوائية تعالج دائماً بضدها، وضدها هو التواصل، عليك أن تتواصل مع الآخرين، يجب أن تأخذ دائماً المبادرة حين تلتقي مع إخوتك وزملائك وأصدقائك، عليك ألا تكون مستمعاً، احرص أن تحضر بعض المواضيع التي سوف تطرقها مع الآخرين.

هنالك أيضاً وسائل كثيرة لتحسين التواصل والمهارات الاجتماعية، منها ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، حيث أن الإنسان يضطر أن يتفاعل مع الآخرين بصورة شعورية أو لا شعورية.

ومن الوسائل الممتازة جدّاً أيضاً للتخلص من الانطوائية هو حضور حلقات التلاوة، حيث أن الواحد يتفاعل مع إخوته من الصحبة الطيبة، وهذا يجعله إن شاء الله أكثر إقداماً ومقدرة على التفاعل.

وأسأل الله لك التوفيق والشفاء.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً