الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أود أن أصبح طبيبة نساء وتوليد، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

كل المشايخ حفظهم الله لا يريدون أن تدرس البنت وتتعلم وتعمل، وأنا حائرة! علماً أني طالبة سنة ثانية طب بشري وأنا متوقفة، فأتمنى أن أصبح طبيبة نساء وولادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تتوقفي عن دراسة الطب، واقصدي بعملك رضى الرب، والتزمي بحجابك، وحافظي على حيائك ووقارك، وشكراً لك على تواصلك واهتمامك، ونسأل الله أن ينفع بك أهلك وأخواتك، وأن يحقق لك فيما يرضيه آمالك، ومرحباً بك وشكراً لك على سؤالك.

ولا أظن أن المشايخ يرفضون دراسة المرأة للطب أو لغيره من العلوم والتخصصات التي تناسب أنوثة المرأة ووظيفتها في الحياة، وإن وجد بين العلماء من يرفض دراسة البنت وتعلمها، فذلك لما في بيئة العلم من اختلاط وفساد، كما لأن طائفة من المتعلمات أصبحن حرباً على الفضيلة والحجاب، وجلبن لأهلهن الفضيحة والعار، وأصبحت معول هدم بيد الكفار.

ومع كل ذلك فليس العلاج في منع التعليم، ولكن الإصلاح يكون بتصحيح المسير، وإبعاد المرأة كل ما يجلب لها العار ويخرجها عن طاعة القدير، مع ضرورة أن نضع قول المشايخ في الاعتبار، وأن نلتمس لهم الأعذار، ونفعل ما يرضي ربنا الغفار، ويحقق مصلحة الصغار والكبار، ويحفظ لنسائنا حياءهن والوقار.

ونحن نتمنى أن تصبحي طبيبة تخاف الله وتتقيه، وتتخذ من ممارستها للطب طريقاً لنصح الغافلات ومعاونة الضعيفات، وإدخال السرور على المكروبات، فسيرى على درب رفيدة رضي الله عنها، والتزمي بحجابك، وتمسكي بكتابك ولا تغلقي دون المسلمات بابك.

وأرجو أن تعلمي أن المشايخ هم أحرص الناس على تعليم الفتاة لأنها أم الأبطال، ووراء كل عظيم امرأة، ولكن الواقع لا يسر أحداً، ونسأل الله أن يعين القائمين على أمر أمتنا حتى يباعدوا بين أنفاس الرجال والنساء، ويؤسفنا أن يدرك أهل الكفر خطورة ذلك بعد تجربتهم المرة التي أورثتهم الأمراض الجنسية والنفسية، وفتكت بالنسيج الاجتماعي، وهاهي أصواتهم ترتفع من أجل الفصل بين الرجال والنساء، وقد بلغت المدارس التي تباعد بين الرجال والنساء في أمريكا أكثر من ستين مدرسة، ولست أدري متى ننتبه نحن الذين يحرم ديننا هذا الاختلاط والتبرج والسفور؟

ونسأل الله أن يسهل الأمور، ويغفر الذنوب، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً