الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالحزن والتأثر عند الانتقاد كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني كثيراً من هذه العلة، وهي أني عندما أكون في نقاش ويوجه لي انتقاد، أو عندما أطلب من أحد شيئاً فيرفض فإنه يظهر على وجهي علامات الحزن، وأشعر بحالة من البكاء، ولا أستطيع أن أغير معالم وجهي بحيث لا أحد يشعر بحزني.

أرجو أن يكون لديكم حل لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يظهر أنك سريع التأثر وكثير العواطف، مما يجعلك تشعر بالحزن والبكاء في هذه المواقف التي تعتبر من المواقف العادية جداً.

الذي تحتاجه هو أن تقوي من نفسك ومن شخصيتك، وأن تتوقع أنك لا يمكن أن ترضي الناس دائماً، ولا يمكن للناس أن يقولوا دائماً ما يسرك، فهذه هي طبيعة الحياة، إذن يجب أن تغير من توقعاتك حين تلتقي بالناس.

لا أقول لك كن دائماً متشائماً، أو توقع أنك لن تكون على وفاق مع الآخرين، ولكن في نفس الوقت يجب أن تتوقع أنك لا تستطيع دائماً أن تقول ما يطابق مزاج الآخرين، أو أن الآخرين سوف يقولون ما يطابق مزاجك وعاطفتك ووجدانك، هذا هو الشيء الضروري جداً.

يمكن أن تقوم ببعض التمارين النفسية، وهي أن تجلس وحدك وتتخيل أن شخصاً ما يخاطبك، ويقول أشياء كثيرة لا ترضيك، وليست مقبولة بالنسبة لك، وتحاول في وقت الخيال هذا أن تكون قوياً وصلباً، وأن لا تتأثر، وقل لنفسك بالرغم مما يقوله هذا الشخص إلا أنني سوف أواجه أفكاره وأكون ثابتاً وقوياً، كما أنه من الضروري أن تكون لديك القدرة للرد على الآخرين بصورةٍ معقولة، فلا تستسلم لما يقوله لك إذا لم يكن مرضياً، عبّر عن نفسك في حدود الذوق والأدب، وفرغ كل ما في داخلك؛ لأن الاحتقانات السلبية تؤدي إلى مثل هذه التأثرات السلبية.

بالنسبة لمعالم الوجه، هذا شيء ليس تحت الإرادة، ولكن يمكن للإنسان أن يحاول أن يقلل من التعبيرات الجسدية في المواقف الاجتماعية؛ وذلك بأن يتذكر دائماً أنه يجب أن لا يقرن بين ما يقوله أو ما يشعر به وبين تعبيرات وجهه وجسده.

هذا يمكن إذا تذكر الإنسان في اللحظة أنه من الضروري أن يكون مسترخياً، وأن لا يكون وجهه معبراً عن معالم الحزن أو التفاعل النفسي الذي أصابه.

لا أرى أن لديك مشكلة نفسية، وأرجو اتباع الإرشادات السابقة، وعليك يا أخي أن تبحث عن عمل، فالعمل سوف يرفع إن شاء الله من مهاراتك الاجتماعية، ويجعلك تختلط بالناس بصورةٍ أكبر، وتكون مقبولاً لديهم، وتقبل ما يأتي منهم.

ربما تكون أيضاً محتاجاً لبعض تمارين الاسترخاء البسيطة، مثل أن تستلقي في مكان هادئ، وتغمض عينيك، وتحاول أن تسترخي في عضلات جسمك خاصةً عضلات الوجه، ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً، وبعد ذلك تعقبه بإخراج الهواء بنفس العمق ونفس البطء، أي أن عملية الشهيق يتبعها الزفير... كرر هذا التمرين عدة مرات؛ عسى أن يساعدك أيضاً.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً