الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول الوديوميل مع السبراليكس للاكتئاب

السؤال

السلام عليكم.

الله يعطيكم العافية على هذا الموقع المفيد والمميز ويعلم الله كم استفدت مما يطرح فيه.
أنا أعاني من اكتئاب منذ 14 سنة والحمد لله على قضائه وقدره، وتقلبت بين الصحة والمرض، وبين دواء وآخر، وأنا متابع مع أحد الأطباء، ويعلم الله أني أعطي الدواء فرصة لا تقل عن 45 يوماً.
المهم - يادكتور حفظك الله - الطبيب وضع لي خطة علاجية هي كما يلي: Cipralex 10) m) حبة بعد الغداء و(Buspar 10) حبة بعد الغداء وFaverin )150) مساء وقال سوف نسحب الفافرين كل أسبوع 50 ونرفع جرعة السبراليكس نصف حبة أسبوعيا، والآن قال لي: إن Buspar لا يفيد إلا بعد ثلاثة أسابيع، وقال هو دواء ضعيف للاكتئاب ولكن سنجربه، فهل البوسبار ضعيف المفعول؟ وما رأيك بالوديوميل مع السبراليكس؟

ثم - يا دكتور - نصف الأدوية التي استخدمتها للاكتئاب جيدة إلى حد ما، وأحس أن فائدتها لم تكتمل مهما أخذت من جرعة مسموح بها، فهل يوجد ما يقوي من فعاليتها؟ مع أني أجمع بين بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب، وأستعملها بجرعة جيدة، وزمن جيد، ( أكثر من سنة ) وأحس براحة، وعندما أتدرج في تركها أنتكس، ولا تلمنا - يا دكتور - فالمعاناة النفسية تجعل المريض يتوه أحياناً.

حفظك الله من كل سوء ومكروه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

من الواضح أن وعيك وثقافتك حول الأدوية النفسية ممتازة وعالية جدّاً، وكذلك إلمامك التام بأن الاستمرار والالتزام بالدواء يُعتبر هو المحور والمحك الرئيسي للتحسن.

للإجابة على استفساراتك: أولاً: أنا أؤيد تماماً ما قاله لك الطبيب من أن البوسبار من الأدوية الضعيفة، والبوسبار في الأصل يُعالج القلق ولكن لا يحس المريض بأي تحسن قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وهنالك دراسات تدل على أن البوسبار إذا أعطي مع أدوية الاكتئاب يُساعد في تنشيط هذه الأدوية.
إذن هو أصلاً دواء للقلق، ولكن ربما يستعمل أيضاً كدواء داعم في حالات الاكتئاب؛ لأنه ينشط الأدوية الأخرى.

بالنسبة للوديوميل مع السبرالكس لا مانع أبداً في أن تأخذ الدوائين مع بعضهما البعض، بشرط أن لا تتعدى جرعة السبرالكس عن 10 مليجرام، وألا تتعدى جرعة اللوديوميل عن 50 مليجرام، وحقيقةً الكثير من الأطباء يفضل الخلط بين الأدوية أو أن يتناول الدوائين في نفس الوقت؛ لأن السبرالكس يعمل على مادة السيرتونين، أم اللوديوميل فهو يعمل على مادة النورأدرانلين، وبالرغم من أن التركيز على مادة السيرتونين كمسبب للاكتئاب إلا أنه هنالك دراسات تُشير أيضاً أن النورأدرانلين ربما تلعب أهمية في أن يكون اضطرابها هو السبب في الاكتئاب.

حقيقةً، بالنسبة لتدعيم الأدوية، فكما ذكرت لك البوسبار يعتبر مدعماً جيداً، وموضوع التدرج في الأدوية الآن هنالك مدرسة نفسية قوية ومؤثرة تقول أن الشخص إذا حدثت له انتكاسة واحدة حين توقف عن الدواء أو خفض الجرعة، عليه أن يرجع إلى جرعته الأولى، ويستمر عليها لمدة مهما طالت، خاصةً وأن الأدوية سليمة والحمد لله، ولا تسبب أي آثار جانبية خطيرة.

إذن يا أخ سالم ربما يكون من الأنسب لك أن تستمر على الجرعة العلاجية، وربما تحتاج على سبيل المثال بأن تتناول السبرالكس بجرعة 20 مليجرام -حبة واحدة في اليوم- وتستمر على ذلك، هذه جرعة وممتازة، فهذا هو الذي أراه، وهو أن تستمر على الدواء -لا أقول لك مدى الحياة- أسأل الله أن يُطيل عمرك في عمل الخير، ولكن مهما طالت المدة يا أخي لا تتضايق لذلك.

الكثير من الأطباء الآن يتعاملون مع الاكتئاب النفسي مثل الأمراض الأخرى، كارتفاع الضغط والسكر، وهذه تعتبر أمراض مزمنة وتتطلب الاستمرار، ومادام إن شاء الله حبة أو حبتين في اليوم تؤدي إلى شعورك بالراحة وتجلب لك السعادة فلماذا يا أخي لا تستمر على علاجك؟ وعلى بركة الله.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً