الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار طلب بعد الرفض رغبة في مصاهرة العائلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فأنا شاب أعزب أرغب في الزواج من فتاة لا أعرف سوى عائلتها، وهي من عائلة محترمة ومحافظة جداً، ولما تقدمت للزواج منها للأسف أجابوا بالرفض؛ لأن البنت لم تنته بعد من تعليمها في آخر مراحل الثانوي، وكان رفضهم بسبب عدم إكمالها لتعليمها الدراسي، ولكني أرغب بشدة في مصاهرة هذه العائلة، فسؤالي يا أخي الكريم هو:
هل بعد إتمامها نصف السنة الدراسية أعود وأطلب الزواج منها؟ مع أن أهلي لا يشجعونني على هذا الطلب الثاني، فما العمل؟ أرجو الرد علي وإفادتي؛ لأني متعلق بهذه العائلة.
شكراً على ردك سلفاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ر.ذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العاقل يبحث عن صاحبة الدين، وينفذ وصية رسولنا الأمين القائل: (فاظفر بذات الدين) ولا تغني العائلة ولا المال ولا الجمال إذا لم يصاحبه الدين، فإن الجمال الحقيقي المستمر هو جمال الروح وكمال الصفات، وكل ما عداه عرضة للزوال، وقد ينقلب إلى شر ووبال.
ونحن نتمنى أن يتقدم كل شاب بصحبة أهله، فإن ذلك أدعى للقبول به، أما إذا تقدم الشاب وحده فإن أهل الفتاة تراودهم الشكوك، فإذا كانت الفتاة صاحبة دين وخلق فلا ما نع من تكرار المحاولات، وحبذا لو كان ذلك بحضور وموافقة الأهل والقرابات.
ولست أدري لماذا لا يشجع الأهل ذهابك لأهل تلك الفتاة؟ وهل عندهم بدائل أخرى؟ وكيف تتزوج من فتاة لا تعرف سوى أهلها؟ علماً بأن الإنسان يتزوج الفتاة وليس أهلها، وكيف ستتزوج من فتاة لم تشاهدها؟ وكيف ستقبل برجل ربما لم تره؟
ونحن نتمنى أن تؤسس حياتك على أسس ثابتة، وحبذا لو وجدت صاحبة دين توافق عليها العائلة، فإن في ذلك عون لك على بر والديك وأداء حق زوجتك.
ونحن لا ننصحك بطلب يد فتاة رغبة في مالها أو طمعاً في جاه أهلها، ولكننا ندعوك بالبحث أولاً عن الدين، واعلم أن في الدين علاج وستر للعيوب، وقد أحسن من قال:
وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
وفي الختام نوصيك بتقوى الله، وبضرورة الاستخارة والاستشارة قبل الإقدام على هذه الخطوة؛ لأن الحياة الزوجية عهد وميثاق ومسئوليات وتبعات، ولن يندم من يستخير ويستشير ويتوكل على الخالق القدير.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً