الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمسك بالخاطب رغم رفض الأهل له

السؤال

السلام عليكم

أخي في الله، بعثت إليك باستشارة رقمها 252500 منذ أشهر، وها أنا أعود إليك بأخرى راجية من الله السلامة والعافية.

خطبني شابٌ ذو دين وخلق، وأول شرطه هو أن يكون الله أول شيء، وأنا ولله الحمد متدينة، وأبحث عن رضا الله ورضا الوالدين في كل شيء، ولكن جميع العائلة ترفض هدا الشاب لأسباب أراها دنيوية وليست شرعية، فكيف أواجه أهلي؟ وهل أنا في الطريق الصحيح إن تمسكت بهذا الشخص؟ وكيف يمكنني أن أتواصل معه دون أن أغضب الله عز وجل، مع العلم بأنه في بلد عربي وأنا في بلد أوروبي؟

قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات، وفي كل مرة أشعر بالميل له، ماذا أفعل مع وجود كمية كبيرة من الصبر والسكينة...
أسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإسلام جعل الأمر بيد الفتاة، وهي صاحبة المصلحة، وهي التي تعيش مع الزوج وليس أهلها وأقاربها، ولا عبرة برأي الأسرة إلا إذا كانت الاعتبارات شرعية، أما إذا كانت الملاحظات دنيوية، فقدمي الدين واختاري القوي الأمين، وأحسني إلى والديك والأقربين، واجتهدي في نيل رضاهم وتوجهي إلى مولاك ومولاهم.

ولست أدري هل خطيبك يعلم برفض الأهل؟ وما هي ردود فعله الحاصلة والمتوقعة؟ وهل أهلك على معرفة بأسرته؟ فإنهم ربما احتاجوا إلى التعرف على أسرته، كما نتمنى أن يأخذ فكرة كاملة عن أسرتكم.

ولا يخفى عليك أن وجود الميل والقبول هما الأساس، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن يعلم أهلك أنهم يستطيعون أن يشتروا لك أطعمة لتأكليها أو ملابس لترتديها، ولكنهم قد لا ينجحون في اختيار شريك العمر، فاعرفي لأهلك فضلهم والتمسي لهم الأعذار، وتوجهي إلى من يكور الليل على النهار، واستعيني به فإنه الواحد القهار، وتوكلي عليه فإنه نعم المولى ونعم النصير للإنسان، وأرجو أن يكون في عونك الأعمام والأخوال والإخوان، ولا بأس من تدخل العقلاء من الدعاة والجيران.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والإحسان، وأن الله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقد وعد أهلها بتيسير أمورهم فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4].

ونسأل الله أن يعينك على إقناع أهلك وأن يجمع بينكما على الخير، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً