الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج الرجل مع أصدقائه وتأذي الزوجة من ذلك.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني أحب الخروج من البيت والذهاب إلى أصحابي، وأنا متزوج، وزوجتي طيبة وتحب جلوسي في البيت معها كل الوقت، وهي تغضب من خروجي إلى أصدقائي، ولكنني أخرج وأحس بأنني أظلمها في ذلك، ولكن خروجي هذا ليس فيه تفريط في حق زوجتي؛ فأنا أقوم بجميع واجباتي كزوج وأب.

لدي طفلة صغيرة، وإن خرجت لا أخرج إلا في الأسبوع مرة، وإن كثرت فمرتين وليس أكثر، وباقي أيام الأسبوع أكون في البيت مع زوجتي، أو أنني أخرجها في زيارات، هل أنا مخطيء مع زوجتي من الناحية الدينية؟

وجزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الحارث حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لك في زوجتك وابنتك، وأن يبارك لهما فيك، وأن يجمع بينكم دائماً على خير، وأن يصب عليكم الخير صباً، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن.

أخي أبو الحارث! مرحباً بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، وكم يسعدنا دائماً تلقي رسائلك واتصالك بنا، ونحن دائماً على استعدادٍ لإجابة أسئلتك في أي وقت وفي أي موضوع .

وأما بخصوص رسالتك: فأرى أن تعلق زوجتك بك شيء طيب وحميد، ومن نعم الله عليك أن تجد زوجة تحب أن تظل معها دائماً، فهذا على عكس غالب النساء التي تكره إقامة زوجها معها دائماً وتحب خروجه، بل وتحثه على ذلك، فزوجتك من النسوة القلائل اللواتي يحبون عدم خروج الزوج من المنزل وبقاؤه معها، إلا أنها يبدو لشدة تعلقها بك لا تريد أن تتركها ولو لمرة أو مرتين في الأسبوع لزيارة أصدقائك وإخوانك، وهذا طبعاً غير مقبول، إذ أنه ليس من المعقول أن يقطع الإنسان منا علاقته بأصدقائه أو غيرهم للجلوس مع زوجته، لذا أنصح أن تبين لها ذلك بحكمة وهدوء؛ حتى لا تشعر بأنها مخطئة في تعلقها بك، وإنما تحمد لها بقائك معها، ثم توضح لها كما ذكرت لك بأن الحياة لابد فيها من إرضاء الجميع، وإشباع الرغبات، وأن خروجك هذا فيه راحة لنفسك، ووصلاً لأصحابك.

وأما من الناحية الشرعية: فإن شاء الله ليس عليك شيء أو حرج في ذلك؛ لأن هذا مما جرت به العادة عبر مراحل التاريخ، ويصعب على أي إنسان عدم الخروج لزيارة أصدقائه أو قضاء حوائجه، فلا مانع من الخروج لأي مكانٍ ما دمت لست مقصراً في حق بيتك، ولا تطيل المكث خارج المسجد، مع دعواتي لكما بالسعادة الدائمة.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً