الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الحركة عند الأطفال!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

عندي طفل عمره أربع سنوات ونصف تقريباً كثير الحركة، ويعبث بالأشياء كثيراً، ويتلفظ بألفاظ يسمعها من أقرانه للأسف.
حاولنا معه بالكلمة الطيبة لم تنفع، وبالضرب الغير مبرح لم ينفع معه، وعندما نريد أن نضربه يقول:أنا آسف أتوب ما أعيدها، وبعد لحظات بسيطة يعود كما كان .
ماذا نصنع معه؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة الحركة للطفل دليلٌ على نبوغٍ وخيرٍ، وإنما يبحث الناس عن العلاج للطفل قليل الحركة، كما أن الطفل إذا كان كثير الحركة يعطي المربي فرصا كبيرةً للتوجيه والإرشاد والتعليم، فشاركوا هذا الطفل في لعبه، وحاولوا الاستفادة من طاقته وذلك بشغله بالمفيد، وحاجة الطفل إلى اللعب لا تقل عن حاجته للطعام، ومن واجب الأسرة إيجاد مكان آمن وواسع للعب مع ضرورة إبعاد الأشياء الخطرة من بين يدي الأطفال.

ونحن ننصحكم بعدم تقييد حرية وحركة الطفل، فإن ذلك نوع من السجن لقدراته وسبب في تعطيل نموه، وحرمانه من فرص التقدم في التعامل مع الأشياء التي حوله، وخير لكم قضاء هذه المرحلة بين أيديكم لأن البديل هو الانفجار في الخارج، وذلك أمر يجلب الإتعاب للأسرة ويلحق الأذى والضرر بالطفل.

وإذا كان هذا الطفل يقول: أنا آسف ولن أعود فليس من الصواب استخدام العصا معه، خاصة وهو في هذا العمر لأن ذلك سيدفعه للعناد، وماذا ستفعلون إذا أصبح لا يبالي بالعصا مع ضرورة أن يكون عارفاً لسبب العقوبة وأن تكون العقوبة مناسبة للجرم الذي وقع فيه، كما أن تكرار الوقوع في الخطأ صنعة ملازمة للطفل الذي يحتاج إلى تذكر مستمر، ولذلك قال عليه صلاة الله وسلامه: (مروهم بالصلاة لسبع)، فأنت تلاحظ أن الأمر يتكرر لمدة ثلاث سنوات في خمس صلوات.

وأرجو أن تهتموا بزيادة جرعة العطف والاهتمام، مع ضرورة توحيد منهج التوجيه وعدم إعلان العجز، وعليكم بتقوى الله والصبر، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً