الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الارتياح للزواج بشاب خلوق وصاحب دين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين ويكبرني ب 14 سنة، والمشكلة هي أنني لم أشعر بأي ارتياح تجاهه، لم يعجبني شكله ولم أستظرفه، علما أني صليت صلاة الاستخارة ولم يتضح لي شيء، وأهلي يوافقون عليه.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، فأنا محتارة: هل أوافق أم أرفضه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهتدية بإذن الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا تترددي في القبول بصاحب الدين الذي وافق عليه الوالدان، ونسأل الله أن يبارك لك فيه، وأن يبارك له فيك، وأن يرزقك التقوى واليقين ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يرجون التوفيق للمؤمنات والمؤمنين.

ونحن ننصحك بتكرار الاستخارة ومشاورة محارمك أهل الخبرة والدراية والدين، ثم توكلي على من يملك التوفيق والهداية، وتعوذي بالله من شيطان يكره الخير ويحب الغواية، واعلمي أنك لن تستفيدي من رجل جميل الشكل إذا لم يكن عنده دين، ولن تستفيدي من الحسيب النسيب إذا لم يكن من أهل الدين، وهل يغني المال عن أهله إذا لم يتمسكوا بالدين؟ وقد أحسن من قال:

جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس

وأرجو أن تحاولي تذكر الإيجابيات في ذلك الرجل قبل النظر في السلبيات، واعلمي أنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب؛ لأنك لست خالية من العيوب، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وقد أحسن من قال:-

وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

ونحن ننصحك بتقوى الله، وبعدم الاستعجال في الرفض، وإذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة للنفور فإن هذه المشاعر سوف تتغير بحول الله وقوته، وتذكري أن الجمال الظاهر عمره محدود، لكن جمال الروح بلا حدود.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً