الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق فتاة بشاب وتريده زوجاً لها.

السؤال

التقيت قبل ثلاثة أشهر تقريباً بشاب وسيم جداً، وقد أعجب بي وقد سألني عن عائلتي ومكان سكني؛ لكي يتقدم لخطبتي، وقد رأيته بعد ذلك مرة واحدة، ولكن لم تسنح الفرصة لكي نتكلم، ومن حينها لم يأت للبيت، وأنا إلى الآن لست منقطعة عن التفكير به؛ لأنني حقاً أحببته وأعجبت به جداً، وكم أتمنى أن يكون شريكاً لحياتي، فماذا أفعل؟
أرجوكم، ساعدوني! علماً بأنني الآن في الجامعة، ولا أريد أن أسمح لنفسي بالتمادي في التفكير به، لأنني لا أريد أن ألتهي عن الدراسة وتتدنى علاماتي، ولكني لا أعرف كيف أفعل ذلك. وشكراً لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة: ر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فلا تتكلمي معه ولا تركضي خلفه، واسألي الله أن يأتي به إن كان فيه خير، وأن يصرفه عنك إن كان من أهل الشر، وأن يصرفك عنه، وإذا حضر إلى منزلكم فتأكدوا من دينه وأخلاقه، فإن جمال الباطن هو المهم، ولا يغني جمال الشكل إذا لم يكن معه دين وأخلاق وأمانة وهمة عالية، وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قُبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
واعلمي أنه لا خير في التفكير في هذا الشاب ولا في غيره، فإن ذلك يتعب ويلهي ويشغل الإنسان عن أهدافه الكبرى، والتي أهمها عبادة الله وعمارة القلب بتوحيده، وشغل اللسان بذكره وشكره، كما أن التفكير لا يقدم ولا يؤخر، فحكمي عقلك ولا تنساقي وراء العواطف، ولا تخدعنك المظاهر، واعلمي أن الإنسان لا يندم على التأني، ولكنه يندم على العجلة والتسرع.
ولا يخفى على أمثالك أن الحب الحقيقي المشروع، هو ما كان بعد الرباط الشرعي والرؤية الشرعية، ولا عبرة بمشاعر الشباب التي تقوم على المخالفات الشرعية وإظهار المحاسن فقط وإخفاء المساوئ، واعلمي أن الكلام الطيب يجيده كل واحد، ولكن طيب الخلق وحسن المعشر والاستمرار على الأخلاق الفاضلة بضاعة نادرة، لا ينالها إلا من تمسك بالدين وسار على خطى النبي الأمين الذي أذاع في أسماع الدنيا: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
وقد ثبت للباحثين في الشرق والغرب أن العلاقات العاطفية قبل الزواج خصم على السعادة الزوجية مستقبلاً، وأن المشاعر والتعامل في تلك الفترة تقوم على المجاملات، حتى قيل: "كل خاطب كذاب".

وهذه نصيحتنا للفتيات بضرورة الابتعاد عما يسمى بالحب، وهو في الحقيقة عصيان لله ومدخل إلى العهر، والعاقلة السعيدة من وعظت بغيرها، والشقية من جعلها الله عبرة لغيرها، وما أكثر الضحايا من الغافلات.
ومن هنا، فنحن ندعو فتياتنا إلى عدم القبول بأي شاب يريد أن يبني علاقات في الخفاء، فإنه لا تزوج نفسها إلا بغي، ولا نكاح إلا بولي، والشاب لا يحترم الفتاة التي تخون أهلها، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والحذر من مخالفة أمره وشرعه: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ))[النور:63].
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً