الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي يتحدث مع النساء وينظر إليهن، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم..

خطيبي تكلمه بعض الفتيات عبر هاتفه، وعندما طلبت منه تفسير ذلك، قال لي: بأنهن صديقات ويعتبرهن مثل أخواته، أنا أغار كثيراً عليه، ونصحته بالتوقف عن ذلك لكن دون جدوى.

أرجوكم أرشدوني كيف أتصرف معه؟ وهل في تصرفه هذا إثم أم لا؟ كما أن خطيبي لا يغض بصره عن بعض الفتيات، ودائماً أنصحه لكن لم يغير من سلوكه، ماذا أفعل معه؟ مع أنني فتاة متدينة أخاف الله، وهل ما يحدث معي امتحان من الله سبحانه وتعالى أم هل هو غضب من الله علي؟ أرجوكم ساعدوني إني في حيرة من أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سبحانه أمر خطيبك وغيره من الرجال بغض الأبصار، فقال سبحانه: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))[النور:30]، ورغم دخول المؤمنات في هذا التوجيه إلا أنه كرر لهن الأمر فقال سبحانه: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ))[النور:31]، وقد أحسنت برفضك لما يفعله خطيبك وليس من مصلحته ما يفعله، وإطلاق البصر يغضب الله ويهدد استقرار الأسرة ويجلب الأذى للبصر ويسبب العجز الجنسي ويورث الحسرات والآهات ويشغل عن الطاعات.

ومن هنا فنحن ننصح هذا الشاب بالحرص على إتمام مراسيم الزواج، والاكتفاء بزوجته الحلال، وننصحك بالابتعاد عنه ليقترب منك، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح لخاطب الخلوة بك ولا الخروج بك، وليس في التوسع في العلاقة معه مصلحة بل في ذلك أضرار ويكفى منها زهده في إتمام مراسيم الزواج؛ لأن الرجل إذا وجد ما يريد، فإنه يعتاد التأخير والتسويف، وحق للمرأة أن تغار إذا التفت زوجها إلى غيرها، وأرجو أن يكون غضب الأخوات لله، فإن النظر إلى النساء من الأمور المحرمات ويجلب الشرور والآفات.

ونٍسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وأن يرده إلى صوابه، وندعوك إلى الاهتمام بزينتك ومظهرك، ولكن بعد أن تصبحي في بيت الزوجية، فإن إهمال الزوجة لزينتها يدفع ضعاف الدين من الأزواج إلى التطلع إلى الغاديات الرائحات، ونحن – بكل أسف – نعيش في زمان التبرج والسفور والغناء والفجور.

ونسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً