الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من رفض الأب تبرع الأخ القائم على الأسرة بكليته لأخيه

السؤال

السلام عليكم

أريد التبرع بكليتي لشقيقي الأصغر، ووالدي يمنعني بحجة أنني القائم على أمر الأسرة، وهو يخاف عليّ.

فماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تشكر على مشاعرك الطيبة تجاه أخيك، وتشكر على قيامك بواجباتك تجاه أسرتك، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يكتب الشفاء لأخيك، وأن يصلح بالك.

ولست أدري ما هو رأي الأطباء، ونسبة النجاح المتوقعة للعملية؟ وما هي الحلول البديلة؟ وأرجو أن تعلموا أن هناك مستشفيات عالمية فيها متبرعون يطلبون مقابلاً مادياً، ونحن نتمنى دراسة الموضوع من كافة الجوانب، واختيار ما يحقق الخير، ويضمن المصالح العليا للأسرة.

ونحن نتمنى ألا يشعر الأخ المريض بما يحصل من نقاشات لأن ذلك يؤثر عليه، وأرجو أن يعلم الأب الكريم أن الآجال بيد الله، وأن الرزق بيد الله، ويخطئ من يظن يوماً أنه يرزق أهله أو يطعم أولاده، وكم من رجل مات وعاشت أسرته في أسعد حال؛ لأن الأمر كما قالت المرأة الصالحة لما قالوا لها: لقد مات أبو أولادك، فمن الذي يتولى أمرهم ويجلب رزقهم؟ فقالت لهن بلسان أهل الإيمان: إن هذا الذي مات ما عرفناه إلا أكّالاً، أما الرزاق فإنه حيٌّ لا يموت.

ولا عجب؛ فإن الله تبارك وتعالى تكفل بالأرزاق، وحدد الآجال، والفلاح في أن نشغل أنفسنا بطاعة صاحب العظمة والجلال، وقد أنزل على نبيه: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))[طه:132]، ويقول سبحانه: (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ))[هود:6].

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وطاعته، فإنها مفتاح للرزق، مع ضرورة الإكثار من الدعاء، فإنه يرفع بإذن الله البلاء، مع ضرورة الإكثار من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار، والإحسان للمحتاج والجار، وبر الوالدين وصلة الأرحام.


وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً