الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الاحتراز من الوقوع في المعاصي والآثام

السؤال

السلام عليكم.
إنني أعرف الأخطاء جيداً، وأعرف دواءها، ولكنني أحياناً أفعلها، وبعد ذلك أشعر بذنب وأنوى أن لا أفعلها، ولكن لا أقاوم على فعلها أحياناً وليس كل الوقت.

أريد راحة البال وراحة الضمير.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جودى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأنه يحرص على إفساده وإغوائه بكل الوسائل الممكنة، وأن تزيين الباطل وصد المسلم عن سبيل الهدى والاستقامة من أهم غاياته، ولذلك حذرنا الله من كيده ومن عداوته الصريحة لنا، وبيّن لنا ما فعله مع أبينا آدم وأمنا حواء حتى نأخذ العظة والعبرة، ورغم ذلك تجد كثيراً من المسلمين والمسلمات وكأنهم لم يصدقوا كلام الله وكأن الشيطان صديقاً حميماً لهم يأمرهم بالخير ويعرف مصلحتهم، ولذلك يسيرون وراءه كما يسير الراعي خلف غنمه، وهذا كله بسبب قلة العلم الشرعي وانعدام الصحبة الصالحة وعدم وجود الآمرين بالمعروف من أولياء أمور أو غيرهم.

لذا أقول لك: إن حل مشكلتك في يدك أنت وحدك، فأنتِ الوحيدة التي ستتحملين تبعات ما تفعلين في الدنيا والآخرة، وأنتِ الوحيدة التي ستُسألين عن تصرفاتك، وأنت حافية عريانة يوم القيامة، وأنتِ الوحيدة التي ستحصدين شؤم هذه المعاصي في الدنيا والآخرة.

فلابد لك من وقفة جادة وصادقة مع نفسك، اسأليها: إلى متى التمادي والعصيان وسوء الأدب مع الله؟ ... إلى متى تغترين بحلم الله؟ ... إلى متى تظلين في سخط الله وغضبه؟ ... قطعاً لن تجدي جواباً شافياً، لأنها تحب ذلك وتعشقه وتتمنى لو استمر إلى يوم القيامة، وهذه طبيعية النفس الأمارة بالسوء والعياذ بالله.

وهنا لابد من القرار الحازم القاطع، وعدم الوقوع في أي معصية حتى ولو كانت من الصغائر، فما دمت لا أقوى على حر النار فلن أعمل عملاً يؤدي إلى النار أبداً بإذن الله، وحتى تستمرين في ذلك فلابد لك من عدة أمور:

1- تغيير الصحبة إذا كانت هي السبب في المعصية مباشرة أو غير مباشرة، والبحث عن صحبة صالحة تذكرك بالله وتعينك على طاعته.

2- عدم مشاهدة الأفلام والمسلسلات حتى ولو كانت إسلامية كما يزعم البعض.

3- عدم الخلوة بالإنترنت وإخراج الجهاز من غرفتك إذا كان من الأسباب.

4- عدم قراءة أي مجلات أو كتب تؤدي إلى الإثارة والضعف.

5- عدم المكث وحدك لفترة طويلة والخروج فوراً من العزلة إذا شعرت بالضعف.

6- عدم المكث طويلاً في دورة المياه.

7- المحافظة على الوضوء دائماً والصلاة في أوقاتها.

8- حضور المحاضرات ومجالس العلم.

9- الإكثار من قراءة القرآن وبعض الكتب الإسلامية النافعة.

10- الانشغال بالدعوة ولو في حدود ضيقة.

11- الدعاء والإلحاح على الله أن يغفر لك وأن يثبتك على الحق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً