الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني صعوبات في التعلم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخت بالصف الخامس الابتدائي، عمرها عشر سنوات، وتعاني من صعوبات التعلم، حيث أننا عندما ندرسها تجد صعوبة بالحفظ ولا تعرف الكتابة جيداً أو القراءة إلى الآن، وأيضاً بدأت درجاتها تتدنى أكثر، وبدأت ترسب، وآخر شهادة دراسية رسبت بثلاث مواد: اللغة العربية واللغة الإنجليزية ومادة العلوم.

وقد كنت أعتقد أنها كسولة، لكن بعدما قرأت عن صعوبات التعلم وأعراضها أدركت أنها تعاني من بعض هذه الأعراض وليس كلها.

وعندما ندرسها نجعلها تنسخ المعلومات عشرين مرة أو أكثر، ومع ذلك لا تحل جيداً بالامتحان.

وهي تحفظ الآيات القرانية بسهولة والحمد لله، ومشكلتها الأساسية بالقراءة والكتابة.

أرجو النصيحة بما يجب أن أفعل معها ؟!

حيث أني أشرفت شخصياً على تدريسها، وأحاول أن أعزز ثقتها بنفسها، وأنها تستطيع أن تصبح أفضل لكن بدون فائدة، وأحاول أن لا ينتقدها أحد بهذا الشأن، لكن العائلة لا يوجد فيها أحد مثلها، والكل معتمد على نفسه وينجح.

أرجو النصيحة، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ راويه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن صعوبات التعلم موجودة، وفي بعض الحالات تكون هذه الصعوبات صعوبات شاملة وعامة، وربما تكون مرتبطة أو ذات صلة بنوع من التخلف العقلي البسيط، ولكن هنالك أطفالاً يتمتعون بذكاء عادي، أو حتى تكون درجة مقدراتهم المعرفية وذكائهم مرتفع ولكنهم يعانون من صعوبات تعليمية معينة، مثل صعوبة التهجي خاصة اللغة الإنجليزية، أو صعوبة مادة الرياضيات، وهذه الحالات معروفة وهي تعالج بالتركيز على هذه المواد وتكرارها.

أما صعوبة التعلم الشاملة والتي نراها تعاني منها هذه الطفلة - وإن كانت الحمد لله لدرجة بسيطة -، فالمبدأ العام هو الشيء الذي ذكرته وهو التكرار، فيجب أن تكرر المعلومة لها عدة مرات، ويا حبذا لو تم الاستعانة بأحد المختصين في صعوبات التعلم لديكم، والحمد لله هم كثر جدّاً في الكويت حسب ما أعرف.

وهناك مبادئ هامة جدّاً للتخلص من صعوبات التعلم، وهي أن تنشأ وتنمَّى في هذه الطفلة الكفاءات والمهارات الاجتماعية الأخرى، خاصة المهارات العملية، فسيكون من الجميل والمجدي جدّاً أن تدرب الطفلة على أعمال البيت، وعلى أعمال المطبخ، وكيف ترتب نفسها وملابسها وغرفتها وسريرها، وكيف تقابل الضيوف، وكيف تجاوب على التليفون، وكيف تطالع الصحف، وكيف تنظم الوقت.

فهذه المهارات العامة تساعد أيضاً في تطور التعلم، أي يجب أن نأخذ الطفل ككل ولا نأخذه كقضية جزئية ونركز فقط على التعليم.

إن التنمية والتنشئة الاجتماعية وتنمية المهارات الاجتماعية لدى هذه الطفلة سوف يساعد إن شاء الله في تنمية مقدراتها الدراسية، وأنتِ مشكورة جدّاً على اهتمامك بأختك هذه، وحقيقة أرى أن مشكلتها ليست صعبة، ولكن بالطبع تتطلب الصبر والمثابرة.

وبالنسبة لتفهم الأهل والآخرين أعتقد أنه بالشرح لهم، ويا حبذا كما ذكرت لك إذا تم عرضها على أحد المختصات، وستقوم الأخصائية بشرح حالتها للأسرة؛ لأن الشرح المهني الاحترافي سوف يكون مقبولاً لدى الأسرة، أي إذا قام أحد المختصين بشرح حالتها، ثم بعد ذلك الإرشاد العام وكيفية التعامل معها.

وحقيقة أشكرك جدّاً على اهتمامك بها، وأرجو أن تطبقي المبادئ العامة، وهي أن تكرري لها الدروس، وأن تُنشّئي فيها المهارات الاجتماعية العامة، وأن يتم عرضها على أحد المختصين أو المختصات في صعوبات التعلم.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً