الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلاف بين زوجين بسبب طلب الزوجة تغيير الدبلة

السؤال

أمر بمراحل نفسية صعبة بسبب خطيبي الذي طلبت منه إبدال خاتم الخطوبة بأسلوب لبق فلم يتقبل الأمر وخاصمني لمدة 22 يوماً، فهل مطالبتي بتبديله يعتبر ذنباً؟

وهل يحق له أن يخاصمني كل هذه المدة لسبب تافه مثل هذا؟ مع أنه يقول لي إنه يحبني ولا يمكنه الابتعاد عني ولو لحظة! مع العلم أننا متزوجان منذ 4 أشهر ونعيش متفرقين، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رميسا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخلافات الصغيرة إذا لم تحل تتراكم حتى تحدث الانفجار، وقد يكون السبب عند ذلك تافهاً ولكنه كما قيل: ( القشة التي قصمت ظهر البعير ) فحاولي مراجعة تصرفاتك معه قبل هذا الموقف، واجتهدي في زيادة نقاط الوفاق وتجنبي ما يجلب الخلاف والشقاق، ولست أدري لماذا المطالبة بتغيير خاتم الخطوبة الآن؟ وما هي الدلالات العرفية لمثل هذا الطلب؟ وماذا يعني خاتم الخطوبة بالنسبة لك وله؟ وهل نحن بحاجة لمثل هذه الأشياء التي دخلت علينا من ثقافات أخرى؟ وربما صحبت هذه المراسيم معتقدات خاطئة.

ونحن نتمنى أن تصلحي ما بينك وبين الله ليصلح الله لك ما بينك وبين زوجك، وقد كانوا يقولون: ( ما حصل خلاف بين زوجين أو صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما ) فأكثروا من الاستغفار وراجعوا علاقتكم بالواحد القهار وارفعي أكف الضراعة لمن يقدر الخير ويقلب الليل على النهار، وراقبي الذي يعلم السر ويحاسب على خائنة الأبصار.

وربما كان السبب في هذا الفتور المبكر في العلاقة الزوجية هو طول العلاقة العاطفية قبل الزواج؛ لأن تلك الفترة تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات وإخفاء السلبيات، فإذا حصل العقد وثم الزواج ظهرت العيوب التي كانت بالأمس خافية، ومن هنا تتجلى عظمة الدين الذي يؤسس للعلاقة الزوجية بعد الزواج ليكون الحب والتقبل حقيقياً، وهذا الحب الذي يقوم على الواقعية والصدق هو الذي يستطيع أن يصمد أمام الأزمات والمشكلات.

ونحن ننصحكم بتذكر الإيجابيات والبناء عليها، واعلموا أن الحياة الدنيا جبلت على الكدر، وأن الحياة الزوجية لا تخلو من الأزمات ولكن المطلوب هو حسن التعامل معها، فهي كالملح للطعام، وبالمشاكل يعرف كل واحد حدوده ويدرك معالم شخصية الشريك، ويكتشف الكلمات والمواقف التي تعجبه ليتفاداها مع ضرورة اصطحاب الخلفيات والنفسيات والمؤثرات الخارجية عند عرض ومناقشة أي مشكلة.

وأرجو أن تعلموا جميعاً أن الحياة السعيدة لابد فيها من تنازلات ليكون اللقاء عند منتصف الطريق، وقد قال أبو الدرداء لزوجته ليلة بنائه بها: ( إذا غضبت فرضني، وإذا غضبتِ رضيتك، وإلا لم نصطحب ).

وفي الختام هذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الحرص على طاعته ونرحب بك في موقعك، ونشكرك على سؤالك الذي يدل على اهتمامك وعلى حرصك على عودة المياه إلى مجاريها، وهذا شعور نشكرك عليه ونتمنى أن تتقدمي خطوات نحو زوجك ولا تقابلي صمته بالصمت ولا عناده بالعناد، فإن الصمت عدو لدود؛ لأنه يعني مواصلة الغليان الداخلي واستمرار حالة التوتر، وسيري على درب الصالحات الآئي وصفهن رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (... إذا غضب عليها زوجها وضعت يدها في يده وقالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى) وعليك باللجوء إلى من يجيب من دعاه.

ونسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسعادة.

وبالله التوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً