الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يدري لماذا رفضوه زوجاً لابنتهم؟

السؤال

أنا طالب في الجامعة، ملتزم والحمد لله، رأيت فتاة في الكلية وأعجبتني، وذهبت إليها، وقلت لها إني أريد أن أتقدم لخطبتها، فأعطتني رقم البيت، وفعلاً كلمتها أختي، وبعد أيام قالت لأختي: إن أمها تريد أن تراني وتتكلم معي، المهم استخرت الله وذهبت وقابلتها هي وأمها وزوج أختها، وتكلمنا، لكني قمت من الجلسة وأنا غير مرتاح لها ولا لأسلوب كلامها، مع أنها لم تتكلم بكلام خاطئ، لكن الأسلوب لم يعجبني، بعد يومين جاءني الرد بالرفض وإغلاق الموضوع نهائياً، لكنها استمرت في الرنات على أختي، وتحول موقفي الغير راضي إلى الأم لفقدها والحيرة من الأمر، فكنت أبتعد عنها في الكلية خشية أن أراها وأُغضب الله بأي تصرف.

ولكنى فوجئت بإحساسٍ داخلي يدفعني إلى كلامها مرةً أخرى، مع أني أرى في ذلك جرحاً لكرامتي، ولكني معتاد على أن أمشي وراء إحساسي، وفعلاً فوجئت بها ترن على تليفوني، مما زادني حيرة، وتأكد أن إحساسي صحيح، وأنا الآن لا أدري ما أفعل، وما الصواب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعجني خوفك من غضب الله، وأسعدتني طريقتك في الوصول إلى أهلها وإشراك شقيقتك في الأمر، وأرجو أن تواصل أختك المشوار، فإن ذلك حفظ لكرامتك وصيانة لمصلحة الفتاة التي ربما أجبرت على الرفض، وأنت يهمك رأي الفتاة، ومن مصلحتك أن تتعرف على أسباب رفض أهلها، وهذا كله يمكنك معرفته عن طريق أختك، ولا مانع بعد ذلك من اتخاذ ما تراه مناسباً، وكل شيء بقضاء وقدر، والمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الوهاب، ولا مانع من أن يتكرر طرق الباب إذا وجدت في نفسك ميلاً للفتاة وشاركتك المشاعر.

وأرجو أن تُسارع لصلاة الاستخارة، فتطلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وحافظ على وقارك وبعدك عنها، واحرص على طاعة الله في سائر أحوالك، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك وشكراً لك على اهتمامك وسؤالك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، وأرجو أن تحتكم في كل أمورك إلى دين الله، وتستمر على ما عندك من الحرص والخير، ولا تقبل بأي علاقة مع الفتاة إلا إذا كانت هناك موافقة كاملة وإعلان لتلك العلاقة، وحتى عندما تحصل الخطبة فما هي إلا وعد بالنكاح لا تبيح لك الخلوة بها ولا الخروج معها، وإذا حصل الوفاق والموافقة فاعلم أن خير البر عاجله.

ونٍسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً