الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التكفير عن الماضي السيئ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموضوع باختصار حتى لا أطيل عليكم هو أنني صاحب ماضٍ سيء جداً، لم أترك حرمة من حرمات الله عز وجل إلا وانتهكتها - أسأل الله المغفرة - ولكنني أحسست أن العمر يتقدم بي وأنا على ذلك النفاق، فخشيت أن يدركني الموت وأنا على هذه الحالة، فهداني الله إليكم لأسألكم كيف أتخلص من هذا الماضي الأليم؟ وكيف أكون رجلاً صالحاً في نفسي ومصلحاً لغيري؟

أفيدوني أصلح الله بالكم، ولا تنسوني من صالح دعائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن خيارنا في الجاهلية هم خيارنا في الإسلام إذا صدقوا وتهذبوا وتابوا، والله تبارك وتعالى هو غافر الذنب وقابل التوب لمن تاب ورجع، وهو شديد العقاب لمن تمادى وعاند وأصر، فسبحان من (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ))[الشورى:25] وهو سبحانه (يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)، بل أنه سبحانه يفرح بتوبة عبده حتى يتوب إليه، ولن تعدم خيراً ومغفرة من رب يفرح ويضحك لمن أقبل إليه، فأقبل وسارع وافتح على نفسك أبواب المغفرة والأمل وبادر بالرجوع قبل حلول الأجل، واعلم أنه لا يستطيع أحد أن يحول بينك وبين الله عز وجل.

ولا يخفى عليك أن الله سبحانه يمحو الغدرات والفجرات ويعفو عن السيئات، بل إنه سبحانه يبدلها للمخلصين في توبتهم الصادقين في أوبتهم إلى حسنات، ونحن ننصحك بما يلي :-

1- اللجوء إلى الرحيم الغفار.

2- الندم على ماضٍ من الذنوب في الإعلان والإسرار.

3- التخلص من آثار الماضي من صور وهواتف وذكريات.

4- الإكثار من الحسنات الماحية وذلك لأن (( الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].

5- رد الحقوق إلى أصحابها والأمور إلى سدادها.

6- طلب العلم الشرعي ومجالسة أهله.

7- تجنب اليأس والقنوط لأن رحمة الله تغدو وتروح.

8- تكرار التوبة مهما تكرر الخطأ.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، ونسأل الله أن يثبتك ويغفر لك ذنبك.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً