الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب متدين ولكن رفضه والدي بحجة إكمال دراستي

السؤال

تقدم لخطبتي شابٌ يُعرَفُ عنه أنه صاحب دين وخلق، ولكن أبي رفضه بحجة إكمالي لدراستي، رغم أن الشاب لا يعارض ذلك، ولكني أظن أن السبب الحقيقي هو أن أبي لا يعرف الشاب ويشك في نواياه، وبالتالي لم يعطه أدنى فرصة ليثبت له العكس.

وأنا الآن أحاول نسيان الأمر، ولكني كلما رأيت هذا الشاب اُصاب بقشعريرة شديدة وارتعاش في أطرافي ودوار وكأنه سيغمى علي، وصديقاتي يلاحظن ذلك علي، ويسألنني إذا ما كنت مريضة ... وهذا يحرجني. فما سبب هذه الأعراض الغريبة؟ وكيف أتخلص منها؟ علماً بأن مشاعري لم تصل أبداً إلى حد التعلق بهذا الشاب أو أي شيء من هذا القبيل؟

والسؤال الثاني: هل طريقة تعامل أبي مع من تقدم لي طريقة صحيحة تماماً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يقدر لك الخير حثيما كان، وأن يرزقك الرضا به.

وبخصوص ما ورد برسالتكِ فالذي يبدو فعلاً من تصرف والدك أنه أراد أن يصرف الشاب حتى لا تتعلقي به ولا يشغلك عن دراستك، وقد لا يكون هو الشخص المناسب من وجهة نظره، واعتذر له بالدراسة طمعا في أن يتقدم إليكِ من يراه مناسباً لك، وأيا كان العذر أو الدافع وراء الرفض فالذي أعتقده أن الرفض مؤقتٌ وليس كلياً أو نهائياً لأن والدكِ يعلم يقيناً أن الدراسة ستنتهي يوماً ما، وأنه بإمكان هذا الشاب أن يصبر، فأعتقد أن رفض والدكِ ليس رفضاً بالكلية، وإنما لعله - كما ذكرتُ لك - لا يريد أن يشغلكِ عن دراستك، أو لعله أراد أن يعطي لنفسه فرصة للبحث عن الشاب ومعرفته عن قرب فتذَرَّع بهذه الذريعة، خاصة وأنه لا يعرفه، وهذا من حق والدك وكل أب حريص على مصلحة بناته.

وأعتقد أنه ومما لا شك فيه قد يكون والدكِ قد استعمل أسلوباً كان من الممكن أن يستخدم غيره، إلا أنه لم يخطئ في العموم، والمسألة مسألة وقت، وأعتقد بأن هذا الشاب لو تقدم إليك بعد انتهاء الدراسة لن يكون أمام والدك أسباباً وجيهة ليعتذر بها ما دام الشاب ناجحاً في حياته العملية، ونسبه طيب، وأخلاقه ودينه كذلك، فلا تشغلي بالكِ بهذه المسألة الآن، وعليكِ فقط بالاجتهاد في دراستك، ولا مانع من أن تسألي الله زوجاً صالحاً خلوقاً مباركاً يعاملكِ بالمعروف ويعينكِ على طاعة الله ورسوله.

وأما بخصوص ما تعانين منه وخاصة عند رؤيته فالذي يبدو أنك لم تخوضي أي تجربة من هذا النوع من قبل وبخاصة التعلق القلبي أو حتى مجرد التحدث مع الرجال – وهذا قطعاً من فضل الله عليك – ولذلك تصابي بهذا الارتباك، وتبدو عليك هذه الأعراض، وقد يصاحبها شيء من الخوف من المواجهة، وذلك ناشئ أيضاً عن فقدان ثقتك وخوفك من المواجهة، فأنت تحتاجين إلى وزن الأمور بميزانها الصحيح، وإقناع نفسك بأنه شخص عادي كأي شخص من أسرتك أو غيرهم ممن تتعاملين معهم، وأنه لا يفرق أي شيء عن غيره من الرجال، وأن هذا الخوف لا مبرر له، فأنتِ الوحيدة القادرة على التخلص من هذه الأعراض، وذلك بالنظر إليه على أنه شخصٌ عاديٌّ جداً، وليس هناك ما يقتضي هذا الخوف، ومحاولة إقناع نفسك بذلك قدر استطاعتك، وتأكدي من أنك ستنجحي في ذلك، فأنا واثق من ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً