الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض صور الرهاب الاجتماعي وعلاجه

السؤال

ما هي الآثار المحتملة بعد إيقاف الدواء النفسي بشكل عام وبشكل خاص دواء الزيروكسات؟ ولا أقصد الإيقاف المفاجئ وإنما الإيقاف التدريجي للدواء، وقد تم صنع زيروكسات عندنا في سوريا، فهل تنصحون بتناول الدواء السوري أم الأجنبي؟
علماً أنني لم أتناول الدواء حتى الآن، ولكنني أفكر بتناوله لأنني علمت من خلال قرائتي للاستشارات على شبكتكم أنني مصاب بنوع من الرهاب الاجتماعي، حيث إنني أشعر برجفة في يدي عندما أخجل وأجلس مع نساء مثلاً لا أعرفهم أو حتى إن كنت أعرفهم، حتى أنني لا أستطيع أن أشرب القهوة وأبرر ذلك بأن معدتي تؤلمني وغير ذلك.

فهل أنا فعلاً مصاب بالرهاب؟ ولكنني فعلاً خائف جداً من تناول الدواء النفسي، وجزاكم الله عنا كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من نوع بسيط جدّاً من الرهاب الاجتماعي، وهذا الخوف والرهاب الاجتماعي يعالج دائماً عن طريق المواجهة، وأن تحقر الفكرة في حد ذاتها، وأن تثق في نفسك أكثر، فالعلاج السلوكي هو المواجهة والتصميم على المواجهة وعدم التجنب يعتبر أمر ضروري جدّاً.

العلاج الدوائي أيضاً يساعد لدرجة كبيرة، والزيروكسات هو من أفضل الأدوية في هذا السياق، وهنالك عقار آخر يعرف باسم سبراليكس وكذلك الزولفت أيضاً مفيد.

لا مانع أبداً من أن تستعمل المستحضر السوري حيث أن الأدوية السورية أدوية جيدة جدّاً وضمان فعاليتها يصل إلى 80 % مقارنة بفعالية الدواء الأجنبي، علماً بأن المستحضر السوري هو أقل من ناحية التكلفة المالية، وهذا أمر لابد من اعتباره، إذن توكل على الله وخذ هذا الدواء.

الزيروكسات لا يسبب آثاراً سلبية كثيرة إلا إذا أوقفه الإنسان بصورة مفاجئة، فإيقافه المفاجئ يؤدي إلى الشعور بالدوخة والقلق، وربما تعرق يحدث لبعض الناس، أما التناول التدريجي والتوقف عنه تدريجيّاً لا يؤدي إلى أي آثار انسحابية.

هنالك أدوية لديها آثار انسحابية، خاصة الأدوية التي تعرف بمجموعة البنزو ديزبيين مثل الفاليم، أما الأدوية المضادة للاكتئاب مثل البروزاك وخلافه فهي لديها فعالية ومجال متسع وطويل في الدم لذا لا تسبب آثاراً انسحابية.

إذن: استعمل الزيروكسات بتدرج، وتوكل على الله، ولا تخف أبداً منه، وأنت لا تحتاج له إلا لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، ابدأ بنصف حبة لمدة أسبوع ثم ارفعها إلى حبة كاملة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

عليك بالتصميم والمواجهة لمصدر الخوف وسوف يزول عنك تماماً ما تعانيه.

أسأل الله لك الشفاء والصحة والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.
------------------------------------
إضافة:
مع الأخذ في الاعتبار القيود الشرعية في شأن الاختلاط بالنساء الأجانب، وتجنب ذلك كما لا يخفى عليك، وتيقن -أخي المبارك- أن من التزم أمر الله رزقه الله الشجاعة والثبات في مواجهة أصعب المواقف وأشدها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً