الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأسباب المناسبة التي تعين على عدم حصول الإجهاض بعد تكرره؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم أنا بحاجة إلى نصيحتكم.

نحاول الإنجاب منذ حوالي سنة ونصف، حملت خلالها مرتين، الأولى بعد 8 أشهر، وأجهضت في الأسبوع السابع، وبعدها بشهر حملت مرة أخرى وأجهضت في الأسبوع الخامس تقريباً، ثم منعنا الطبيب من المحاولة لمدة 3 أشهر وعاودنا المحاولة من 22 أيلول 2006 ولم أحمل، نحن في أميركا وقد طلبنا مثبت حمل فرفضوا إعطاءنا لأن على حد زعمهم يجب أن يستمر الحمل وحده أو ينزل إن كان هناك خلل، ثم انتقلنا إلى طبيب لبناني هنا وأجرى لنا كل الفحوصات كلها، أنا وزوجي وكل شيء سليم والحمد لله.

الرحم طبيعي، والدورة منتظمة طول حياتي، والسكر ممتاز، والغدد والكبد وكل شيء، حتى التوكسوبلاسما وحليب الصدر.

في لبنان فحصني طبيب، وقال لي: إن إفرازات الرحم عندي سميكة فأعطاني دواء اسمه بريماران Premarin 0.625 وقال: قد يكون هذا هو السبب، وأن الحملين السابقين كانا صدفة، سوف أكمل الخامسة والثلاثين بعد شهر، ونفسيتي متعبة جداً لدرجة أنني لا أكلم أحدا، ولا أخرج من البيت إلا نادرا، وأستاء إذا سمعت أن إحداهن حملت، ماذا نفعل هل هذا الدواء جيد، متى عادة يبدأ الدواء بإعطاء مفعول، هل ننتظر أم نذهب لمراكز الخصوبة؟

أرجوكم ساعدوني، أنا آخذ الفيتامين والفوليك آسيد يومياً منذ بدء محاولة الإنجاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً: أحب أن أؤكد لك أن الأولاد هبة من الله -عز وجل-، هو من يحدد وقت إعطائها، وهو وحده الذي يقرها في الرحم إذا أراد، وينفخ فيها الروح إذا شاء، ولا أحد يتدخل في عطاء الله -عز وجل-.

وبهذه المقدمة أردت لك أن ترتاحي من عبء التفكير في هذا الموضوع، وأنت عملت ما عليك من الأخذ بالأسباب الطبية، وأجريت جميع الفحوصات -كما ذكرت-، وكانت كلها -بفضل الله- سليمة، ولكنني أحب أن تأخذي أيضاً بالأسباب الشرعية وبقوة أيضاً كما أخذت بالأسباب الطبية، فأنت الآن في اختبار والله -عز وجل- يمتحن صبرك فلا تريه إلا ما يحب من صبر وتسليم لأمره تعالى، وتذكري أن السيدة خديجة رضي الله عنها، قد أنجبت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل أولادها وهي فوق الأربعين من العمر في حين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تزوج غيرها، وكان بعضهن أصغر منها بكثير، ولم يرزقه الله تعالى الذرية منهن.

والحالة النفسية مهمة جداً في وضعك، وكثيرات عندما استسلمن لأمر الله -عز وجل- حصل الحمل واستمر بلا مشاكل، فأرجو أن تريحي نفسك من عناء التفكير بالأمر ودعيه لله -عز وجل-، وبالنسبة لما ذكرتيه من كون الإفرازات لديك سميكة فالطبيب أراد أن يعطيك دواء؛ لأنه -كما ذكرت- قال أن ذلك قد يكون سبباً وبالتالي فهو ليس متأكداً من الموضوع، وما حصل من حملين سابقين ليس صدفة ولكنه بقدر الله -عز وجل-، والأمر قد يأخذ وقتاً حتى تلتقط البويضة الحيوان المنوي، والأمر أولاً وأخيراً هو لله -عز وجل-.

وبالنسبة للمثبتات فأنا لا أرى ضرراً من أعطائها، فإن نفعك الله بها فذلك، وإلا فلن تضرك بشيء، ونحن نعطي في بعض الحالات دواء ( Duphastone) دوفاستون من يوم الإباضة ولمدة أسبوعين، وإذا حصل الحمل نستمر في إعطائه حتى نهاية الشهر الثالث من الحمل.

وأخيرا: أود أن تلزمي نفسك بالدعاء إلى الله تعالى بقوة ويقين أن الله تعالى مجيبك فكما قال -عليه الصلاة والسلام-: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)، وأكثري من الاستغفار أنت وزوجك، وذلك مصداق قوله تعالى في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، [نوح:10-12].

أسأل الله تعالى بفضله وكرمه أن يرزقك الذرية الطيبة إنه سميع الدعاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً