الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح للفتاة أن تحب شخصًا دون أن تبوح له؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجوز لي أن أحب شخصاً في نفسي فقط - أي أنه لا يعلم بحبي له - وماذا لو علم بأنني أحبه؟

أرجوكم أفيدوني فأنا خائفة جداً وخصوصاً من هذه المواضيع وهذه الأحاسيس فلا أريد أن أُغضب ربي مني، مع العلم بأنني فتاة تخشى الله وتتقيه ومحافظة على صلاتي وصيامي، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

كما أتمنى أن تدعو لي بأن يرزقني الله بالزوج الصالح.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المغرب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لمن حمدت الله على هدايته وتمسكت بشريعته، وشكراً على هذا السؤال الذي يدل على ما في نفسكِ من الخير، فحافظي على هذه الروح، وراقبي الله في سرك وعلانيتك، وكوني مع الله، وأبشري فإنه سبحانه سوف يتولاك ويكون معك، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوانك، ونسأل الله أن يحقق لك مرادك، وأن يصلح أحوالنا وحالك.

ولا يخفى عليكِ أن الإنسان قد لا يملك قلبه ومشاعره وميوله - لأن (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) - ولكنه يستطيع أن يتحكم في نتائجها، ويمكن بتوفيق الله أن يوقفها حتى تكون موافقة لشريعة الله، وهذا هو الفرق بين المسلمة وغيرها، فالإسلام انقياد وطاعة، وليس في شريعتنا حبٌّ لا ينتهي بالزواج، ولم يُر للمتحابين مثل النكاح، ولذلك فنحن ندعوك للنظر في إمكانية اللقاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهل الرجل يبادلك المشاعر؟ وهل هو مناسب لك ولأسرتك؟ وهل أنتم على معرفة به وبأسرته؟ وهل لكِ صلة بإحدى محارمه؟ حتى تستطيع نقل ما في نفسك إليه فلعله يبادر ويتحرك ليطرق الباب.

وأما إذا كان ما ذكرناه غير متيسر فعليك بطي هذه الصفحة وطلب العون من الله، وأرجو أن تُشغلي نفسك بالمفيد من الهوايات بعد الذكر والتلاوة والسجود لرب الأرض والسماوات، وأكثري من التوجه إلى من يجلب الخيرات، واعلمي أن الله يدافع عن المؤمنين والمؤمنات، وسوف يأتيكِ ما قدره لك من الأعطيات، واعلمي أن الحب عاطفة قلبية لا توصف بحل ولا حرمة وانما حسب نوعية المحبوب، فمن الحب ما هو واجب كحب الله ورسوله، ومنه ما هو حرام كحب الكفر وأهله والمعاصي والفواحش، وأما حبك لفلان من الناس فيقوم على هذا التفصيل أيضاً، فحبك لدينه وخلقه وصلاته وعبادته فلا غبار عليه،وأما حب وتمني العلاقات كما يقع بين الزوجين فلا يجوز إلا للزوجين.

وأرجو أن أكرر سعادتي بسؤالك، وأسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، والزواج الناجح والولد الفالح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هدى

    جزاكم الله عنا خيرا وجعله صدقة جارية وجعلكم اسباب الهداية للمسلمين

  • الجزائر ريم

    شكرا على هذة النصائح و ارجوا دائما ان تأتوا بلافضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً