الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسائل المعينة على التوبة والثبات عليها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا هو ثاني سؤال أرسله لكم بعد ما كانت استشارتي الأولى لكم موفقة، فجزاكم الله كل خير.

أما سؤالي هذه المرة فيخص التوبة، ما هي الوسائل المعينة على التوبة؟ وهل ترك المكان الذي تمت فيه معصية الله شرط أساسي لتحقق التوبة؟ وما السبيل للثبات على الصراط المستقيم؟

أفيدوني جزاكم الله كل خير ووفقكم إلى ما فيه خير هذه الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sanae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن التوبة إلى الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات، وكفى أهلها شرفاً وفضلاً محبة الله لهم حيث قال جل شأنه: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ))[البقرة:222]، فهنيئاً للتائبين محبة الله لهم؛ لأن من أحبه الله لا يعذبه لا في الدنيا ولا في الآخر كما ورد في السنة.

وحتى يوصف الإنسان بالتائب ويكون تائباً حقاً لابد أن يكون صادقاً فعلاً في توبته، وحتى يعان على تحقيق ذلك عليه مراعاة الآتي:-

1- الشعور بخطورة ما أقدم إليه من معصية الله تعالى وأنه ارتكب شيئاً عظيماً.

2- أن يحمد الله تعالى على أنه لم يعاجله بالعقوبة ولم يتوفه وهو على المعصية.

3- أن يظل مستشعراً لخطورة الذنب الذي اقترفه، وإسائته لربه ومولاه.

4- أن يظل خائفاً وجلاً لاحتمال أن الله لم يتقبل توبته لعدم إخلاصه فيه.

5- أن يكثر من الطاعات التي تجبر هذا الخلل وأن يجتهد في ذلك.

6- البحث عن صحبة صالحة تعينه على طاعة الله تعالى وأن يكثر من مجالستهم.

7- الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

8- أن يقرأ في سير الصالحين خاصة التائبين مثل كتاب صفة الصفوة وحلية الأولياء.

وأما عن أهمية ترك مكان المعصية بالنسبة للتائب فهذا هو ما أوصت به السنة في قصة الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً، وكيف أن تغيير المكان كان بركة عليه، وإن كان ليس بشرط مجمع عليه بين أهل العلم إلا أنه مهم، فإذا كان في التغيير مشقة أو صعوبة، فلا مانع من البقاء في نفس المكان شريطة أن تأخذ بالأسباب المعينة على التوبة في ذلك، وأن تجتهد في هجر أهل المعاصي مطلقاً وألا تجالسهم وتمشي معهم، وهذا أهم من هجر المكان مع الرغبة في المعصية.

وأما السبيل إلى الثبات على الصراط المستقيم فيكون بالتالي:-
1- المواظبة على الأعمال الصالحة من فرائض وسنن وآداب خاصة صلاة الجماعة.

2- صحبة الصالحين والإكثار من مجالستهم.

3- الدعاء والتضرع إلى الله بالثبات على الدين خاصة دعاء: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).

4- التزود بالعلم الشرعي خاصة فيما يتعلق بأعمال القلوب والعقيدة.

5- المحافظة على الأذكار والإكثار من الاستغفار وقراءة القرآن.

6- البعد عن مواطن الغفلة ورفاق السوء.

هذا وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حسن احمد حسن من مصر الطيبة

    بارك الله فيكم وجعلكم من المخلصين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً