الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة التعرف على فتاة عن طريق الإنترنت

السؤال

أنا متزوج منذ سنتين، والحمد لله رزقني الله بطفلة، وتزوجت زوجتي عن طريق الحب، لكن تعرفت على بنت من خلال أحد المنتديات، ومن ثم عن طريق المسنجر وتعلقت بها، وأصبحت تأخذ كل تفكيري، ووالله إني تعرفت عليها من باب بعيد عن كل ما يسيء لي ولها ويغضب الله قبل كل شيء.

لا أدري ماذا جذبني فيها، هل هو قلبها الكبير وحرصها عليَّ وعلى زوجتي وطفلتي، حيث أنها تحل الكثير من مشاكلي، وتوجهني، وعرضت عليها الزواج ورفضت رفضاً قاطعاً، وقالت: لن أكون سبباً في دمار أسرة.

البنت متعلمة وفاهمة، وكل المواصفات الجميلة فيها، مع العلم أني لم أرها، ولكن أنا معها بالمسنجر منذ 3 أشهر وبالساعات اليومية، تغيرت كثيراً على زوجتي، وأصبحت لا أطيقها ولا أطيق الجلوس معها، وبدأت لي الوساوس الشيطانية، وأفكر جدياً في الطلاق، ليس بسبب أني أريد الزواج من هذه الفتاة، ولكن لأن زوجتي تعاملني كزوج فقط، ولكثرة مشاكلها وعدم احترامها لي، فأنا الآن أتحين الفرص لمغادرة زوجتي البيت، وأجلس مع هذه البنت.

علماً أنها رفضت استمراري معها بالمسنجر، وغضيت من فكرة زواجي منها وقالت: زوجتك الأولى لك وأنت لها، أكرر أن مقولة: (إن من يتعرف على بنت ويتزوجها عن طريق الإنترنت مقولة خاطئة) فهذه البنت عملت معها المستحيل لتكون زوجة لي وفشلت.

أنا الآن بهمومي وآهاتي وأريد هذه البنت ولو على طلاق زوجتي الأولى لأني أحس ومتأكد أن سعادتي بعد الله معها.

أفيدوني، فالوساوس تأكلني من رأسي إلى أخمص قدمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا أن نستقبل اتصالاتك دائماً في أي موضوع وفي أي وقت، ونسأل الله جل جلاله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصرف عنك هذه الوساوس وتلك الهواجس التي أزعجتك.

أما بخصوص ما ورد باستشارتك فإليك ما يلي:
موضوع تعلقك بهذه الفتاة عبر الإنترنت أمر خيله لك الشيطان وزينه لك، والذي أعجبك منها بالطبع هو الجانب المفقود في زوجتك، وهو جانب التفاهم والإشباع الروحي، مما جعلك تتعلق بها هذا التعلق الذي أدى بك إلى سوء العلاقة بينك وبين زوجتك، حتى وإن ادعيت أن زوجتك هي السبب، فهذا في الواقع رد فعل لهذا التعلق القلبي الذي جعلك لا تطيق الجلوس معها إلى غير ذلك.

لذلك اسمح لي أن أحيي هذه الأخت، رغم أنها مخطئة شرعاً في اتصالها بك وكلامها معك، إلا أنها لديها مبادئ في الظاهر تحرص عليها، وهي ألا تبني سعادتها على سعادة الآخرين، لذا أقول لك أخي سعد:

إذا أردت أن تخرج من هذه الدوامة فاقطع علاقتك فوراً بهذه الأخت؛ لأنها علاقة غير شرعية، ولا تستسلم لهوى نفسك وغواية الشيطان، خاصةً وأنك لم ترها ولم تعرف عن أهلها وأسرتها شيئاً، وهذه أمور مهمة لابد من مراعاتها في الزواج، وارجع إلى زوجتك فحاول التفاهم معها، واستعن بمن يساعدكم على استقرار الأسرة وثباتها، واسلك جميع الوسائل الممكنة لأحلام أسرتك، واعقد جلسات مصارحة بينك وبين زوجتك تتفاهما خلالها على خطوط الحياة الزوجية السعيدة، وكم أتمنى أن تدخل على محور الفتاوى بالشبكة الإسلامية لتعرف حكم الشرع في مثل هذه الاتصالات.

أرجوك أن تجدَّ وتجتهد في إصلاح أسرتك، ولا تضيعها لمثل هذه العواطف المتوهمة؛ لأنك قد علقت نفسك بسراب لا تعرف له لوناً ولا طعماً ولا رائحة.

إذا لم تفلح في إصلاح الأمور بينك وبين زوجتك بكل الوسائل الشرعية والعرفية، فاستعن بذوي الصلاح والديانة من أهلكم أو غيرهم للإصلاح والمساعدة.

إذا لم ينفع هذا فلا مانع من أن تتزوج عليها غيرها، شريطة أن تكون الزوجة الجديدة من ذوات الخلق والدين، كما أوصاك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يخرجك مما أنت فيه، وأن يقدر لك الخير حيث كان في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً