الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفور الزوجة وشعورها بعدم الاستقرار وكيفية التعامل مع ذلك

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل عمري 29 سنة، وقد تزوجت قبل سنتين تقريباً، وأعمل كطبيب أسنان، ومشكلتي أن زوجتي بعد رجوعها من الدراسة واستقرارها معي طلبت مني الانفصال وذلك لشعورها بعدم الاستقرار، ولا تشعر بأي ميول زوجية تجاهي.

وكانت تعتقد أن أهلها أرغموها على الخطبة حيث كنا مخطوبين لمدة ثلاث سنين، وبعد ذلك عقدت عليها وبقينا سنة وتزوجنا بعد ذلك، ونظراً لرغبتها في إكمال دراستها حيث كانت تدرس في بلد غير البلد الذي أقيم فيه، وكنا نجتمع بعد كل نهاية فصل حيث تمكث عندي قرابة ثلاثة أسابيع، وكانت الأمور طبيعية في فترة الخطوبة، وكانت تحدث مشاكل ولا تلبث أن تزول، حتى بعد زواجي وفي الفترة التي كانت تأتي فيها عندي لم أحس بأي شيء حيث كانت تتصرف بشكل طبيعي وتصرح لي بحبها لي وخوفها وحرصها علي، وكانت دائماً تنصحني وتدعو لي بالثبات.

وبعلم المقربين منها أنها كانت تحبني كثيراً، وعلمنا أنها أخبرت أهلها أنه رجل رائع وكل بنت تتمناه، ولا يوجد به أي عيب، ولكن نفسياً غير متقبلة الأمر، فهي لا تشعر بالحب تجاهي، وتخاف من أن أتزوج عليها في المستقبل.

وهي بنت متدينة وتصلي ولكن ثقافتها الدينية قليلة وعلمها الديني بسيط، وأهلها عائلة متدينة ولكن الخلافات سائدة فالجو الأسري عندهم متزعزع، وكانت دائماً تقلق من عدم استقرار الأجواء في بيت أهلها وكنت ألاحظ ذلك على الرغم من أن لها أختاً متزوجة، وأستطيع أن أقول إنها ناجحة مع زوجها وعندها طفل عمره خمس سنوات، فبماذا تنصحوني؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك للتعامل مع المشكلة بحكمة وهدوء وروية، وتذكر أن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على قبول وتراض، ولعل هذا كان واضحاً، فقد اخترتها من بين آلاف النساء وقبلت بك من دون الشباب؛ لأن اصطحاب هذا الأصل المتأصل يجعلنا نتفهم ما يمكن أن يحدث من تغيرات عارضة ربما كانت لها أسبابها ودوافعها الآنية أو هي انعكاس لتصرفات معينة، وهمَّ الشيطان أن يحزن أهل الإيمان وأن يخرب البيوت ويشبع روح العداوة والبهتان.

وهو ينصب عرشه على الماء ثم يبعث في الناس سراياه وأحبهم إليه هو أكثرهم إفساداً، فهو يُدني ويلتزم من يقول له: (لا زلت به حتى فرقت بينه وبين زوجته).

وأرجو أن تعلم أن الشريعة لم تضع قرار الحياة الزوجية بيد المرأة لأن عواطفها سريعة التغير وهي لا تنظر لعواقب الأمور، ومن هنا فنحن ندعوك للصبر والاحتمال وإحسان المعاشرة والثناء عليها بما فيها من الجمال والخصال، ونتمنى أن نجد عندك إجابات لهذه الأسئلة: منذ متى بدأت بوادر النفور؟ وهل يوجد بينكم توافق في الفراش؟ وهل هي متفهمة لعملك وظروفك؟ وهل كانت هناك تجاوزات في فترة الخطوبة؟ وهل أنت ممن يهدد بالطلاق أو بالزوجة الثانية؟ وهل توجد بينكم فترات صمت طويلة بعد الخصام؟ وهل تقومون بحل المشاكل الصغيرة أم تتركون الملفات مفتوحة ومتراكمة؟ وهل أنتم تواظبون على الصلاة والتلاوة والأذكار؟ وهل حالات الضيق التي تمر بها زوجتك مستمرة أم في فترات معينة كفترة الحيض؟

ولا يخفى على أمثالك أن طول فترة الخطوبة مما يجلب الفتور في العلاقات الزوجية ولذلك لابد من تجديد المشاعر واصطحاب الذكريات الجميلة والإقبال على الزوجة وحسن الاعتذار لها إذا أخذ العمل وقتك وابتعد عن مقارنتها بغيرها وتجنب ذكر زميلات العمل وسائر النساء في وجودها، وتجنب الإشارة لنجاحات أختها أيضاً، واقبلها كما هي وتذكر أن الوصية النبوية توجهت للرجل ولا يكرم النساء إلا كريم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك مع إخوانك في الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً