الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على صلاتي وأترك ما حرم الله؟

السؤال

أنا فتاة لا أصلي، أتناسى الصلاة عمداً، وأتكاسل، وبالرغم من أني أعيش في بيت إسلامي، أبي وأمي يقيمون الدين، وأنا أخاف جداً من ربنا بسبب هذا الموضوع.

أيضاً أشاهد الأفلام والمسلسلات، وأسمع الأغاني، أنا خائفة جداً، أيضاً كثيراً ما أفكر في أشياء جنسية بعض الشيء.

فأرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حق لمن تركت فرضاً واحداً أن تخاف، وماذا لو نزل بك الموت وأنت على هذه الحالة؟ ألا تعلمين أن الصلاة هي الفارقة بين المسلمة وغيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وكيف تخالفين أمر الله الذي وهبك الصحة والجمال والعينين والحواس؟ ألا تخافين من غضب الله؟ ألا تعلمين أن الله سبحانه يقول: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون:4-5].

علماً بأن هذه الآية نزلت في الذين يؤخرون الصلاة وأنت – والعياذ بالله – تتركينها، وقد قال ولد سعد بن أبي وقاص لأبيه عندما قرأ هذه الآية : يا أبتاه أهم الذين لا يصلون؟ قال لا يا بني لو تركوها لكفروا ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها.

أرجو أن تعلمي أن المحافظة على الصلاة هو عنوان للفلاح في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادوا أن ينظروا إلى دين إنسان معين نظروا إلى صلاته، أما في الآخرة فأول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر العمل، ومن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، ويحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، فما ظنك بمن يحشر معهم والعياذ بالله.

لا شك أن المحافظة على الصلاة من أكبر ما يعين على ترك الفحشاء والمنكر قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم:59].

لست أدري كيف يرضى أهلك بتركك للصلاة؟ وأرجو أن أقول لك بصدق: إنك على خطر عظيم، فأدركي نفسك بتوبة لله نصوح، واجعلي أول الخطوات بالمحافظة على الصلوات، ثم ابتعدي عن المنكرات، ولا تسهري أمام القنوات، فإنها تشعل نيران الشهوات، وتجلب الحسرات والآهات، وابحثي عن الصالحات، واحضري دروس العلم الشرعي والمحاضرات، واعلمي أن الله يمهل ولكنه لا يهمل، وإذا لم تعبدي الله في أيام الشباب فمتى سوف تقومين بطاعته؟

ونسأل الله أن يوفقك للخير والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً