الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التواصل والصلات بين الزوجة وأهل زوجها

السؤال

السلام عليكم

أعامل حماتي وأخوات زوجي بما يرضي الله، وأسأل عنهم دائماً، ولكنهم إذا تأخرت عنهم لا يسألون، حتى في المناسبات التي يزور الناس فيها بعضهم بعضاً لا يسأل أحد منهم عنا، فماذا أفعل؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك وأن يعوضك خيراً وأن يصلح ما بينك وبين أهل زوجك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن النفس البشرية جبلت على حب التقدير والاحترام وكراهية الكبر والتعالي ونكران الجميل، خاصة إذا كان من أناس الأصل فيهم أنهم ينبغي أن يكونوا أكثر حرصاً على ذلك نظراً لقوة العلاقة؛ ولأن الطرف الآخر قد قدم لهم ذلك طواعية ودونما إكراه أو إجبار من أحد، وهذا من الوفاء والبر الذي حثنا عليه الإسلام، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس وفاءً، وأعظم دليل على ذلك وفاؤه لخديجة رضي الله عنها حتى بعد موتها، إذ كان يكرم صديقاتها وصاحباتها بعد موتها بفترة طويلة وكان يقول: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه)، ويقول: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها) إلى غير ذلك من النصوص الخاصة والعامة التي تحثنا على ضرورة الإحسان ولو على الأقل المعاملة بالمثل.

فلك الحق فعلاً أن تشعري بشيء من عدم الراحة؛ لأن ما يحدث لا يتفق وتعاليم الإسلام، إلا أنني أتمنى أن لا تكوني مثلهم، وأن تعامليهم بنفس معاملتهم؛ لأنك الآن ومادمت تسألين عنهم وتزورينهم فأنت أفضل منهم وأعظم أجراً، فلا تلتفتي لهذه المواقف السلبية وواصلي زيارتهم والسؤال عنهم ما دمت تريدين وجه الله وتطمعين في رحمته، وأذكرك بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً).
ألا تحبين أن يصلي عليك سبعون ألف ملك طيلة الليل أو النهار؟ فأهم شيء أن تصححي نيتك، وأن تجعلي زيارتهم في الله ولله، وليست لشيء آخر، واعلمي أن أجرك عظيم، وأن الله لن يضيع لك هذا العمل في الدنيا والآخرة.

واجعلي شعارك: (( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ))[الإنسان:9]، وأنا واثق من أنهم سوف يتغيرون أمام سلوكك الرائع هذا وسيبادلونك نفس التصرف والشعور، وحتى وإن لم يفعلوا ذلك فيكفيك الأجر العظيم الذي أعده الله لك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً