الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فارق السن الكبير ومدى تأثيره في الحياة الزوجية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 22 سنة متدينة والحمد لله، وقد تقدم لخطبتي شاب في الأربعين من عمره متدين وعلى خلق كريم، واختارني لأني متحجبة ومتدينة، وأحس بالرضا خاصة لأنه متدين، لكن أسرتي يخافون علي من فارق السن، فما رأي الدين في هذا الموضوع؟ وهل يؤثر فارق السن في الحياة الزوجية؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ميمي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد تزوج الفاروق عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم أجمعين وكان يكبرها بما يقارب الخمسين عاماً، ومات النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة وكان عمرها ثمانية عشر عاماً، وعاش معها كأسعد ما تكون الحياة الزوجية رغم الفارق الذي كان أكثر من أربعين سنة، وكان عمر صفية رضي الله عنها عندما توفي عنها النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر عاماً، وعليه فإن فارق السن لا يؤثر طالما وجد الدين والأخلاق، وهنيئاً لك برجل اختارك لأجل حجابك ودينك، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان تهمهم سعادتك وراحتك.

فإذا وجدت في نفسك ميلاً وقبولاً فلا تترددي ولا تلتفتي لكلام الناس واعلمي أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن يدرك الجميع أن عطاء الرجل يمتد بخلاف المرأة فإنها تصل إلى سن اليأس فتتوقف عن الإنجاب، ولكن الرجل يمكن أن يولد له حتى بعد التسعين سنة، واعلمي أن الأمر بيد الله ثم بيدك وليس بيد الناس، ونحن ننصحك بالاستخارة ثم بمشاورة أهل الخبرة والمعرفة والديانة، وتوكلي على من بيده الخير والهداية.

وقد أسعدني إحساسك بالرضا، وأفرحني كون السبب في ذلك هو دين الرجل، ولن يضيع الله من قدمت الدين واستمعت لتوجيه رسوله الأمين، كما أرجو أن تشكري أهلك وتقدري مشاعرهم فإنهم يريدون مصلحتك لكنك الأعرف بما يصلح لك، فبيني لهم أن صاحب الدين عملة نادرة، وصاحب الدين هو خير من يعنيك على إرضاء رب العالمين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك مجدداً، وشكراً لك على الاختيار والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً