الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة التراجع عن الرأي والقلق والتوتر والارتعاش عند النقاش

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أولاً: أحب أن أذكر أنني شخص اجتماعي جداً وملتزم والحمد لله، ولكن مشكلتي أنني عند الدخول في مناقشة مع أي فرد بخصوص أي موضوع ونختلف في الرأي، فدائماً أتراجع عن رأيي أمام هذا الشخص أياً كان، وخصوصاً الذين لا أعرفهم تمام المعرفة، حتى وإن كنت متأكداً من أن رأيي هو الصواب، ويحدث أني أشعر بتوتر شديد في أعصابي واهتزاز وارتعاش في أطرافي، فترى كلامي يكون وقتها مهزوزاً وأفقد ثقتي بنفسي فأتراجع، فهل هذا هو ما يسمونه رهاباً اجتماعياً أم ماذا؟ وما الحل في مسألة اهتزاز الأعصاب هذه؟

أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anhmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان حين تأتيه فكرة أنه مهتز أمام الآخرين أو أنه يفتقد الثقة في نفسه أو أنه ليس بالقوة وليس بالعزيمة وليس بالمقدرة على المواجهة؛ يجب أن يعتبر أن هذه فكرة، والفكرة ليست من الضروري أن تكون حقيقية، فهذا أمر مهم جدّاً وهذه هي فكرتك على نفسك وعن ذاتك، فهذه ليست حقيقة وليس من الضروري أن تكون حقيقة إنما هي وجهة نظر، فالواقع يدل على أنك لا تقل عن الآخرين في أي شيء، انظر لنفسك وقارن مقدراتك بمقدرات الآخرين ولكن هذه المقارنة يجب أن تكون إيجابية، فحين تأتي في هذه المواقف الاجتماعية قل لنفسك: لماذا أرتعش أمام هذا الشخص؛ هو إنسان مثلي بلحمه ودمه وعظامه وهكذا، لا يتفوق عليك بأي مقدرات، فهذا أمر ضروري وهو أن تحول هذه الفكرة من فكرة متسلطة عليك بهذه الطريقة وأنت تتبعها بكل أسف، لا تتبعها، ارفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً، وهذا هو الضابط وهذا هو الضروري جدّاً.

الظاهر بالطبع حالتك هذه فيها شيء من الرهاب الاجتماعي، ولكنَّ الشيء المهم فيها هي الفكرة الخاطئة عن الذات التي أدت إلى هذا الارتعاش.. إذن المطلوب منك هو أن تغير من نفسك فكريّاً ووجدانيّاً.

أيضاً حين تكون جالساً مع نفسك اجلس لفترات علاجية وانظر إلى نفسك بأنك أنت القوي وأنك فعّال، وأنك تواجه الآخرين وتقوم بمساعدة الآخرين وأنت في موقف القيادة ولا تقاد، أرجو أن تشبع نفسك بهذه الأفكار، فهذه أيضاً تعطيك القوة.

والشيء الآخر: ابدأ تطبيقاً عمليّاً، وذلك حين تذهب إلى أصدقائك انظر إليهم في وجوههم وكن مقداماً وابدأ أنت بالحديث ولابد أن تكون لك ذخيرة من الكلمات والجمل المرتبة التي تستطيع أن تشد بها انتباه الآخرين، وهذه في حد ذاتها سوف تبني الثقة في نفسك.

عليك أيضاً أن تداوم على ممارسة التمارين الرياضية خاصة الرياضة المشتركة أو الرياضة الجماعية، فالرياضة تؤدي إلى تفاعل داخلي شعوري ولا شعوري وهذا التفاعل يقوي من النفس ويجعلها قادرة الاحتكاكات دون تحرج أو خوف..

أيضاً أرجو أن تحضر حلقات التلاوة فهذه أيضاً مهمة جدّاً، وكن فعّالاً في هذه الحلقات، وانظر لإخوانك في وجوههم وركز في القراءة وكن جهوراً في صوتك، فهذا يعطيك القوة والثقة في نفسك.

وحين تواجه الآخرين يمكن أن تأخذ نفساً عميقاً، املأ صدرك بالهواء، فهذا الهواء يعطيك إن شاء الله نوعاً من الاسترخاء الداخلي، املأ صدرك بالهواء قبل التحدث وقبل مقابلة الآخرين، فهذا يجعلك أيضاً تتفاعل اجتماعيّاً بصورة أفضل.

ما ذكرته من ارتعاش أرى أن هذه الأعراض فيها نوع من المبالغة، ولكن لا مانع أن نعطيك شيئاً من الأدوية البسيطة التي تساعدك في زوال هذه الأعراض..

هنالك دواء يعرف باسم (أنفرانيل) وهو موجود في مصر وغير مكلف، فأرجو أن تتناوله بجرعة 25 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، وحتى تتخلص من الرعشة والارتعاش والتي هي ناتجة من زيادة نشاط العصب الثنبساوي أرجو أن تتناول دواء يعرف باسم ( إندرال ) وهو أيضاً دواء بسيط جدّاً، تناول بجرعة 10 مليجراما صباح ومساء لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجراما يوميّاً في الصباح لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، ولا مانع أن تتناوله عند اللزوم.

إذن: عليك باتباع هذه الإرشادات، وعليك بتناول هذا الدواء البسيط وعليك أن تتذكر أن عدم ثقتك في نفسك هي فكرة وليست حقيقة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً