الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي توجيهاتكم لزوجة يعاقر زوجها الخمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي أن زوجي يعاقر الخمر، فكيف أتعامل معه كي أكسبه وأهديه إلى طاعة الله؟ علماً بأني حاولت معه كثيراً وبالقوة، ولكن لم يزده ذلك إلا إصراراً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Sarra حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخمر هي أم الخبائث، ومن شربها هان عليه الوقوع في المعاصي، فاسألي الله له الهداية، وحاولي مناقشته في لحظات الصحو، واستخدمي أنوثتك وأسلحتك، وخوِّفيه قبل ذلك من عصيانه لربه، واجتهدي في عزله عن أصدقاء السوء، واحرصي على استخدام ما عندكم من الأموال فيما يعود على أسرتكم بالنفع، وأشركي العقلاء والفضلاء من أهله في العلاج، ومرحباً بكِ في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لك زوجك وأن يلهمك رشدك.

ولم يتبين لنا من خلال السؤال عمر العلاقة بينكما، وهل هناك صلة رحم، وماذا عندكم من الأولاد، وكيف حال الزوج مع الصلاة؟ وكيف قيامه بوظائفه كزوج، وماذا عن إنفاقه في المنزل واهتمامه بأسرته، وهل فكرتِ أن تهدِّديه بترك المنزل، وما هو الرد المتوقع إذا حصل ذلك؟ وهل شربه للخمر معلن للناس ومعروف، وهل كان يشرب الخمر قبل الزواج، وما هي الأساليب التي استخدمتيها في علاجه؟ وهل غَضَبُكِ لله؛ لأن الخمر هي أم الكبائر أم أن غضبكِ لنفسك؟ وكيف علاقتك بالله؟ وذلك لأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الزوج والناس.

وكم نحن سعداء بمحاولاتك في الإصلاح وحرصك على هداية الزوج، وأرجو أن تستعرضي لنا ما تم معه باختصارٍ حتى نستطيع أن نعاونك في الإصلاح، واعلمي أن الهداية بيد الكريم الفتاح، وعلينا أن نُخلص لله ونبذل الأسباب، ثم ننتظر توفيق الكريم الوهاب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكوني له زوجة وفيَّة، وأشعريه أن استمرارك معه وسعادتكم بتوفيق الله، وأنك قد تضطري مكرهةً اختيار البعد عنه إذا أصرَّ على التمادي في معصية الله، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يبارك في الأعمار والأعمال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً