الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابحثي عن أسباب نفور الخطّاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاه عمري 26 سنة وغير متزوجة، وأنا على خلق وأخاف الله وملتزمة بصلاتي، ومشكلتي هي من أني منذ أن كان عمري 21 سنة يتقدم لي خطاب كثيرون، فمنهم من نتفق معه على كل شيء ويتم التعارف من قبل العائلتين، وفجأة لا نعرف عنهم شيئاً.

وهذه الحالة صارت معي أكثر من عشر مرات، إلى أن وصلت لمرحلة أني تعبت وتعقدت، فلماذا كل هذا يصير معي؟ وقد كرهت نفسي ولا أريد أحداً أن يأتي، وآخر مرة منذ أسبوع تقدم شاب ولكني طلبت أن ألقاه خارج المنزل، فذهبت أنا وأختي الكبرى لألقاه خجلاً من أهلي، وقد تم القبول بيننا ويريد أن يأخذ الموافقة مني فوراً، فقلت له: أريد أن أشاور أهلي وهذا من حقي وحقه، وبعدها بيومين أتصل بي وقال لي: إنه يمر بظروف صعبة ويريد مني أن أنتظره وأعطيه شهراً مهلة، ولا أعرف ماذا أفعل هل أنتظره أم أنساه؟
أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Worod حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لن تتضرري بانتظاره، ونتمنى أن تتوجهي إلى ربك وتعلني رضاك عن أقداره، واعلمي أن الكون ملكه ولن يحدث فيه إلا ما أراده، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون أن يرزقك الله بالزوج الصالح، وأن يبلغك غاية المنى والنجاح.

ونحن ننصحك بتقوى الله ثم بعدم مقابلة أي شخص خارج المنزل، فإن ذلك يضعف ثقة الخاطب ويدفعه للهروب؛ بل إننا نتمنى أن لا تذكري لكل من يتقدم إليك أخبار من سبقوه فإنه لا مصلحة في ذلك؛ لأن كل واحد سوف يتردد عندما تقولي له لقد تقدم إلي عشرة، ثم لا ندري أين هم، ولا تتأسفي على أحد منهم، فإن المتردد لا خير فيه، وربما لم يكونوا من النصيب، وسوف يأتيك ما قدره لك القريب المجيب.

وأرجو أن تبحثي أولاً عن الأسباب العادية لذهابهم، فربما كان هناك من ينفرهم من أسرتك عن غير قصد كعدم إحسان المقابلة لهم، وربما كانوا يهربون لأجل التكاليف المادية، وربما كان لكل واحد منهم قصة مختلفة، وربما كان كلام أهلك عن مللهم من مجيء الخطاب وعدم حدثيهم، ونحو ذلك من الكلام هو السبب، وربما كان العيب فيهم، وربما كانت أسرتك معزولة عن الناس، وربما وربما ...، وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب.

وإذا قمت باستعراض كل الأسباب ولم تجدي أسباباً ظاهرة فعند ذلك يمكنك قراءة الرقية الشرعية على نفسك، واللجوء والتضرع إلى الله، والحرص على المحافظة على الأذكار صباحاً ومساءً، وتلاوة القرآن في المنزل، وخاصة سورة البقرة.

وأرجو أن تعلمي أن العين حق ولو كان شيء سابق للقدر لسبقته العين، ولا يؤثر السحر والحسد بنفسه، ولكن الأمر كما قال الله: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]، فالإصابة بهذه الأشياء وبغيرها بقدر الله وقدر الله لا يرد إلا بقدر الله، ومن قدر الله الدواء والدعاء والرقية التي هي أيضاً من الدعاء، فعليك باستخدام هذا السلاح بعد حسن التوجه للكريم الفتاح مع ضرورة التوبة والاستغفار فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.

وإذا احتجتم إلى راق، فعليكم بمن ظهر صلاحه، وكانت رقياه بكتاب الله وبما جاء عن رسول الله، مع ضرورة أن تكون الرقية بكلام مفهوم، وأن لا يطلب الراقي أشياء غريبة ولا يسأل عن اسم الأم، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء بيد الله وحده.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم اليأس، فإن هذا ابتلاء يحتاج إلى صبر والصبر يعقبه الأجر والظفر، فلا تحملي نفسك ما لا تطيق من الهموم وحافظي على أدبك ووقارك وأظهري لأهلك رضاك بقضاء الله وقدره، واعلمي أن رزقك سوف يأتيك وأرجو أن تحشري نفسك في مجتمع الصالحات فلكل واحدة منهن رجل يبحث عن أمثالك ولا تنعزلي عن الناس فإن الناس لا يقيمون ويعظمون إلا من يعرفونه.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً