الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بانجذاب تجاة المرأة، ما هو السبب في ذلك؟

السؤال

قد يكون سؤالي غير مهم، ولكن التفكير فيه يجعلني ألجأ لأشياء محرمة للتأكد من الشعور.

سؤالي هو: عند نظري إلى فتاة لا أشعر بانجذاب لها، أو شعور بالشغف لها كبقية الشباب، ولا أُثار جنسياً بها، وكأنه لا مشاعر لدي.

لا أدري هل هذا طبيعي؟ -الحمد لله على النعمة-، لكن دائماً ما يوسوس لي بأن هناك خللاً ما، وأحياناً ألجأ للأفلام لأرى بماذا سأشعر! ولكن لا شعور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا الكريم الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإيّاك ممَن يحرص على طاعة الله، وعلى كل أمرٍ يُرضيه.

حقيقة من مصلحة الإنسان ألَّا ينظر للفتيات، وإذا نظر فإن لك الأولى -وهي نظرة الفجأة- وعليك الثانية، كما سأل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال: (‌لَا ‌تُتْبِعِ ‌النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ)، وسأله جرير عن نظر الفجأة، فقال: (اصرف بصرك).

استدامة النظر إلى الفتيات أمر مرفوض من الناحية الشرعية، والإشارة التي أشرت إلى أنك لا تشعر بأي مشاعر عند النظر؛ هذا الأمر مقبول الآن، ولكن عندما تتهيأ للزواج ينبغي أن تتواصل مع الموقع، حتى تأخذ الإرشادات، وقد نحتاج وقتها إلى أن نُعطي بعض النصائح، بل قد تحتاج إلى أن تقابل طبيبًا إذا اقتضى الأمر.

أرجو ألَّا تنزعج من هذا الذي يحدث، فإنا تربينا في بيئة -ولله الحمد- قائمة على العفّة والطهر، وكثير من الناس ربما يكون عنده شعور مقارب لهذا الذي عندك، وعليه نحن نرفض الوسائل التي بدأت تفكّر فيها، اللجوء للأفلام والأشياء المحرمة؛ لأن هذه الإثارة – إثارة الشهوة – هي ليست بمطلب، إنما هي مسألة ينبغي للإنسان أن يتجنّبها، خاصة الذي ليس عنده مصرف شرعي لها.

المصرف الشرعي الوحيد هو الزواج، وليس من الحكمة أن يُثير الإنسان نفسه أو يُعرِّض نفسه للفتن، ولذلك الشريعة وضعت تدابير، وأمرت بغض البصر، وأمرت ببعد النساء عن الرجال، ومنعت الأغاني الماجنة، وحرمت النظر إلى الأفلام، وحرّمت الخلوة بين النساء والرجال، وباعدت بين الرجال والنساء؛ لأن هذا يُحقق المصلحة، والذي أعرفه أن بعض الشباب كان مثلك، وبعد ذلك لمَّا جاء وقت الزواج أصبح إنسانًا طبيعيًّا، وأنجب أطفالًا وعيالًا، فنسأل الله أن يُعينك على الخير.

لذلك أرجو ألَّا تستعجل هذه الأمور، لكن عندما تتهيأ لمسألة الزواج يحسن أن تتواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك بالحلال، وأن يُبعدك عن الحرام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً