الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة المجتمعات إلى الزواج من المطلقات

السؤال

أود منكم الإجابة على فضل الزواج من مطلقة في ضوء الظلم التي تعانيه هذه المرأة في مجتمعنا وإلى كيفية تغيير وجهة نظر مجتمعاتنا لها على إنها إنسانة ناقصة أو ظالمة و.....؟
فهل زواج الشاب من فتاة مطلقة مكروه أو غير محمود في الدين؟
الرجاء ذكر فضل هذا الزواج في الدين الإسلامي في حال كان له فضل أو أسباب ذلك والحكمة منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Manaf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن طلاق المرأة من زوجها لا يعني بالضرورة أنها سيئة، بل ربما كان السبب في طلاقها هو رفضها للزوج الفاسق المدمن الذي لا يخاف الله ويتقيه، وفي تلك الأحوال تضطر المرأة إلى طلب الطلاق حفاظاً على دينها، وفي ذلك دليل على أنها خيرة فاضلة، كما أن الطلاق ليس نهاية المطاف، ولذلك قال رب العزة والجلال: (( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ))[النساء:130].
وما كانت المطلقة تجلس بلا زوج، بل كان الفضلاء والصحابة الأجلاء يسارعون إلى الارتباط بالمرأة المطلقة ويفتحوا لها أبواب الأمل، ويؤسفنا أن نقول: إن نظرة المجتمعات في أيام جاهليتها الثانية للمرأة المطلقة لا تسر، وهذا بلا شك لون من الظلم والعدوان على حقوق أولئك الضعيفات.

ولا شك أن استمرار الأوضاع على تلك التصورات الفاسدة والنظرة الظالمة ينذر بخطر جسيم ويهدد المجتمعات المسلمة.

وإذا حرص الإنسان على أن يتزوج امرأة ليجبر كسرها فإنه مأجور في ذلك، وقدوته هو رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يكفف الدمعة ويداوي الجراح، وقد تزوج عليه صلاة الله وسلامه نساءه لحكم عظيمة كان من أهمها إدخال السرور وتطيب خاطر المؤمنات، وإدخال السرور على أهلهن.
ولا يخفى على أمثالك أن الزواج يقوم على القبول والرضا والانطباع الحسن بعد الأخلاق والدين، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وإذا كانت المرأة صاحبة دين فلا تتردد في القبول بها ولا تنال بكلام الناس فإن رضاهم غاية لا تدرك، والمهم هو رضوان الله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن المسلم يستخير ويستشير ثم يتوكل على الواهب القدير، كما أرجو أن تغضوا البصر فإن في غض البصر النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وشكراً لك على مشاعرك النبيلة، ونسأل الله أن يكثر في أمتي من الذين يحملون هم دينهم وإخوانهم.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر يوسف الجزائري

    جزاك اللّه خيرا اخي المسلم هذه شيم وخصال الرجال



بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً