الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي الصغرى تشاهد بعد الأمور السخيفة والأخرى تحب الغناء!

السؤال

السلام عليكم
لقد كنت مدمنة على مشاهدة بعض القنوات الإباحية، والحمد لله لم أعد كذلك لأني مسحت كل هذه القنوات، إلا أن أختي الصغرى تشاهد بعض الحصص السخيفة، فكنت أمسح لها بعض القنوات ولكنها تقوم بإعادتها وتعديلها وتغيير الاسم، وأنا لا أجرؤ على إعلام الوالدين، فماذا أفعل؟ وهل توبتي تقبل على ما كنت فعلته؟!

ثانياً: والدة خطيبي مريضة وأجرت العملية الجراحية الأولى على العينين، وما زالت تنتظر الثانية، فهل يجوز أن أذهب لزيارتها؟ كما أسألكم الدعاء لها بالشفاء العاجل.

ثالثاً: لدي أخت تحب الغناء الذي يرفضه أي عقل بشري، فكيف أساعدها على تركه؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحمدي الذي عافاك من مشاهدة هذه القنوات السيئة، واسألي الله لأختك الهداية، واقتربي منها، وقدمي لها نصحك بلطف، واعلمي أن النجاح يكون بتحطيم حب تلك القنوات في نفسها، وقد أحسن من قال: (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع).

ونحن لا ننصحك بإعلام والديك فأنت أخت كبرى وحبذا لو وصلت النصيحة مباشرة عن طريقك، فإنها أبلغ أثراً، كما أن إعلام الوالدين يكسر عندها حاجز الحياء، وقد يكون رد الفعل ضعيفاً فتحصل بذلك الكارثة؛ لأنها سوف تنطلق في طريق الغواية، ونحن نظن أن في أختك خيرا، فقد أحسنت من حاولت إخفاء الأخطاء، والعلاج يكون بأن تغرسي في قبلها مراقبة الله، واحرصي على أسلوب الحوار والأخذ والرد، وأظهري لها الحب والشفقة، وسوف تجدين بحول الله وقوته ما يسرك، ومن هنا فنحن نقول أنت أنسب من يعالج المشكلة، فاستعيني بالله وتوكلي عليه وكوني قدوة صالحة لشقيقتك.

وأما بالنسبة لتوبتك فإن الله سبحانه سمى نفسه تواباً ليتوب علينا، وسمى نفسه رحيماً ليرحمنا، وهو سبحناه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات؛ بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، ولن يعدم الناس خيرا من رب رحيم كريم يفرح بتوبة العصاة، وأرجو أن تعلمي أن علامات قبول التوبة أن يكون حال الإنسان بعدها أحسن، وأن يندم على تقصيره، وأن يكثر من الحسنات الماحية، وأن يتخلص التائب من كل ما يذكره بأيام الغفلة والعصيان.
ونحن نبشر كل تائبة بصدق في توبتها وتخلص في رجوعها وأوبتها بقول الله تعالى: ((فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))[الفرقان:70].

وأرجو أن أعلن كل سعادتي بمشاعرك النبيلة تجاه والدة خطبيك، وأفرحني طلبك الدعاء لها وهذا دليل على كمال عقلك، فإن والدة الرجل هي أهم مفاتيح الوصول إلى قلب الرجل، ولا بأس من زيارتها شريطة أن يكون معك محرم من محارمك؛ لأن الشاب لا يزال مجرد خطيب، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب الخروج بمخطوبته ولا الخلوة بها.

وأما بالنسبة لأختك التي تحب الغناء فاسلكي معها الخطوات التي ذكرناها عند معاجلة الأخرى التي ابتليت بمشاهدة القنوات، مع ضرورة الاقتراب منها وتوفير البدائل المناسبة ومحاولة الدخول إلى عالمها والثناء على جمالها والجوانب المشرقة في شخصيتها والتدرج في نصحها وملاطفتها.

وهذه وصيتي لكم جميعاً بتقوى الله، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح أسرتك، وأن يكمل لك سعادتك ليجمع بينك وبين خطبيك على خير، وأن يبلغ والدته العافية حتى تسعد بكم ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً