الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتظار خاطب معين رغم كثرة الخطاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقولون: الزواج رزق .. ولكنني أرفض كل من يتقدم لخطبتي - أحياناً حتى دون أن أراه - لأن هناك شخصاً أتمنى أن أتزوجه ( هو ـ ولله الحمد ـ ملتزم، أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحداً ) ولا يقبل لي ما لا يقبله لأخته، فهو لا يقبل أن يكلمني بالرغم من تواجدنا في نفس الجامعة.

مشكلتي لها شقان:

الأول ـ هو أنه غير مستعد الآن للزواج، ولكنه يسعى لذلك، وأنا على استعداد لانتظاره، ودائماً أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: والناكح يريد العفاف).

أدعوه عز وجل أن يعينه ويوّسع رزقه، وأنا إن شاء الله سأرضى بالقليل، لأنني لست في حاجة إلى شيء من هذه الدنيا سوى طريق ألتمسه إلى الجنة وزوج يعينني ويقف بجانبي في هذا الطريق.

سؤالي: هل أذنبت لأنني أنتظره، علماً بأنه لم يتقدم بعد لخطبتي - نظراً لظروفه فهو ينوي أن يتقدم لي بعد عدة أشهر إن شاء الله - في حين أنه يتقدم لي من هم على درجة عالية من الأخلاق والمراكز الاجتماعية الجيدة، لكنني أرفضهم لأنني لم أشعر بقبول وراحة إلا له، كأن أرواحنا قد ائتلفتا... لست أعرف ما أفعله هل هو رفض لرزق الله أم أنه - كما أعتقد أنا - وفاء لعهد؟

قد قمت كثيراً بعمل الاستخارة وكلما عملتها أجد نفسي أرفض من يتقدم لي وأقارنه بمن أتمناه زوجاً لي.

جزاكم الله كل خير .. وأتمنى أن تدعوا لنا أنا يوفقنا الله لما يحبه ويرضاه وييسر أمرنا ويعّجل زواجنا إن كنت خيراً له وكان خيراً لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه (ليس للمتحابين مثل النكاح)، ولكننا نتمنى أن يفعل ما يدل على أنه يبادلك الشعور ويطلبك بإلحاح ولا أدل على ذلك من تقدمه لطرق بابكم وإلا كيف يكون الوفاء من طرف واحد! وهل يمكن لعاقلة أن تجري وراء السراب، وترد الصالحين من الخطاب الذين تقدموا رسمياً وقابلوا الأهل الأحباب! ومرحباً بك في موقعك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك الصواب.

لا يخفى عليك أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده سبحانه، وسوف يأتيك ما قدره لك سبحانه.

لا يخفى على أمثالك أن العلاقة مع ذلك الشاب تحتاج إلى تصحيح وإعلان، فلا تستمري معه إلا إذا تقدم رسمياً لأهلك ولا بأس من الانتظار بعد ذلك، واعلمي أن بعض الفتيات ينتظرن الزملاء وبعد التخرج يذهب كل واحد في طريقه، وكثيراً ما يحرص أهل الشاب على تجهيز فتاة لابنهم يصعب عليهم القبول بغيرها، وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات، وأنت باختصار تحتاجي منه إلى موقف يؤكد كذلك صدق رغبته ويحول هذه العلاقة من السر إلى العلانية.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً