الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقارنة الطفل بالآخرين وآثاره

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندما أريد أن أرغِّب ابني - 4 سنوات - في شيء أدعوه أن يكون مثل أبناء عمه أو أبناء خالته الذين هم في سنه، كأن أقول له: كن لطيفا مثل ابن عمك فلاناً أو تعلم القراءة مثل ابن خالتك فلان أو أحسن نطق الحروف مثل فلان، لكن زوجي يقول لي إن هذا يجعل ابننا ضعيف الشخصية ويكون عرضة للتقليد، ولابد أن يفعل هذه الأشياء لأنها حسنة في ذاتها وليس اتباعا لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فما رأيكم في هذا الموضوع؟!

ثانياً: لي آلة خياطة في المنزل وأحياناً أضطر لأن أقيس فساتين بعض البنات على ابني البالغ من العمر أربع سنوات، فهل هذا يجوز أم لا؟ علماً أن أباه منزعج من ذلك.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مقارنة الطفل مع الآخرين تولد عنده مشاعر الحسد والكراهية إن عجز عن اللحاق بهم، وفيها ظلم للطفل لأننا لا نعرف من أحوال الأطفال الآخرين إلا ما يظهر فقط، ولا يوجد طفل بلا سلبيات، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح ابنكم والبنات، وأن يصلح لنا ولكم النية والذريات، وأن يرفعنا جميعاً عالي الدرجات.

والصواب أن نقول: نحن نحب الطفل الذي يجيد القراءة، وسوف يزداد حبنا لفلان إذا أحسن نطق الحروف، وما أحلى الحرف عندما يخرج صحيحاً من فم فلان، ويمكن أن نقول: إن ابن خالتك يحسن النطق، وابن عمتك يحسن القراءة، وأنت تحسن الوضوء وتستطيع أن تحسن النطق والقراءة ونحن متأكدون من ذلك، أو نقول: نعم الرجل أنت إذا أحسنت النطق، ونعم الرجل ابن خالتك لو أحسن القراءة، وهذا قبس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لابن عمر رضي الله عنهما: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، فترك هذا الكلام آثاراً غائرة في نفس ابن عمر فكان بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

والطفل في هذه السن يحتاج إلى أن نغرس في نفسه معاني الثقة، مع ضرورة منحه جرعات من الأمن والتشجيع والتقدير والعطف، وإعطائه فرص للتجربة وتشجيع النتائج مهما كانت متواضعة، وأرجو أن ترددوا عنده كلمات مثل: أنت بطل وأنت ممتاز، وأنت سوف تكون كذا ونحن نحبك.

ونحن نفضل أن لا يُعطى التعليمات مباشرة، يعني بطريقة تحتمل الإجابة بلا أو نعم، ولكن الأفضل أن نقول له: أليس من الأفضل أن تذهب للنوم بعد عشر دقائق حتى تنهض نشيطاً، أو تقولي لوالده أن فلاناً سوف يكون اليوم ممتازاً لأنه لا يتأخر عن تناول الطعام.

وأما بالنسبة لأخذ القياسات عليه فالأفضل أن تأخذي القياس على بعض ملابسه، ويفضل أن لا يكون ذلك أمامه أيضاً، فإن ذلك يدفعه لمقارنة نفسه مع البنات، وقد يتعلق بثيابهن لأنها جديدة وجميلة، وخير للطفل الذكر أن يتشبه بالرجال، ولذلك نجده يميل لتقليد والده أو خاله أو عمه في طريقة اللبس والأكل والتصرف.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، وأرجو أن تتفقوا على طريقة واحدة في تربيته وتوجيهه، وإذا كانت هناك ملاحظات أو اختلافات فينبغي مناقشتها بعيداً عنه.

وأكثروا من الدعاء فإنه سبب لصلاح الأبناء، وتجنبوا الدعاء عليه، واحفظوا سمعه وبصره ولسانه، واعلموا أن أول ما نبدأ به إصلاح أبنائنا هو إصلاح أنفسنا، فإن أعينهم معقودة بأعيننا فالحسن عندهم ما استحسناه والقبيح عندهم ما استقبحناه.

نسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً