الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق الإنجاب لمن يعاني من ضعف المنويات بسبب مشاكل الخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أعرض عليكم مشكلتي باختصار، وأنتظر منكم الإجابة والنصح والإرشاد لي:

عانيت في بداية عمري من ألم في أسفل بطني تبين أنه بسبب وجود الخصيتين في بطني، بعد العلاج بالحقن لإنزالهما أجريت عملية جراحية لإنزال الخصية اليسرى، أما اليمنى فنزلت تلقائياً، وكانت عملية لإزالة الفتق أيضاً، ولا أذكر كم كان عمري، إلا أن أغلب الظن أني كنت ما بين التاسعة والثالثة عشرة من عمري.

أصبت قبلها بتليف الكبد الوبائي، وعانيت بعد العملية بفترة لا أتذكرها بوباء يسمى (أبو دغيم) ويوجد في أسفل الخدين، تزوجت وأنا في الخامسة والعشرين من عمري، حيث عانيت من ألم في خصيتي اليسرى، وكان هذا قبل الزواج مباشرة (فترة الخطوبة)، فتبين وجود دوالي فيها، بعد الزواج بأشهر أجريت فحصاً للسائل المنوي وتبين انعدام وجود أي حيوان منوي، وعزى الطبيب ذلك لانسداد في أحد المجاري الموصلة من الخصية.

أجريت العملية لإزالة الدوالي، وداومت على العلاج بالحقن لفتح تلك القناة ولآثار الدوالي حوالي ستة أشهر، حيث أجريت فحصاً وتبين وجود عدد من الحيوانات المنوية لا يزيد عددها عن 3 مليون ـ بحمد الله تعالى ـ وداومت بعدها على العلاج لزيادة العدد إلا أن ذلك لم يجد نفعاً، وذلك حوالي سنة، بعدها نصحني الطبيب بإجراء الزراعة وبأسرع وقت، وذلك لعدم حدوث أي تقدم، ولأن الخصية اليمنى لدي لا تعمل كما يجب، وعزى ذلك نتيجة لوجود الخصيتين في بطني والتأخر في إنزالهما إضافة للدوالي ومرض (أبو دغيم).

توقفت عن العلاج بالأدوية وأجلت عملية الزراعة لأسباب مادية وغلاء الزراعة، لجأت إلى التداوي بالأعشاب لمدة سنتين تقريباً فحدث تقدم طفيف، وهو زيادة عدد الحيوانات في السائل بشكل متذبذب من 5-10مليون، وتوقف العدد عند ذلك، حيث كانت نتيجة آخر فحص أجريته حوالي 5 مليون، وكان عدد الحيوانات الطبيعية (80%)، وغير الطبيعية (20%)، والنشاط (35%)، والميت (35%) والكمية 4 مل، وتوقفت عن التداوي بالأعشاب لغلاء العلاج بها، وأنتظر الفرج من الله لإجراء الزراعة حيث إن نتيجتها كما قيل ليست مضمونة، ولا تتجاوز نسبة النجاح فيها عن (20%).

أطلب منكم دراسة حالتي هذه، وإسداء النصائح والمقترحات والحلول لي، وهل لي أمل في الإنجاب؟ وهل هناك حل غير الزراعة؟ علماً بأن عمر زوجتي حوالي 26 سنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تبين لي من خلال سؤالك وجود عدة عوامل قد أثرت على عمل ووظيفة الخصية لديك، بداية من وجود الخصيتين داخل البطن لفترة ليست بالقصيرة، مما أثر على ذلك نتيجة درجة حرارة داخل البطن على الخصية، هذا بالإضافة إلى مرض أبو اللطام " أبو دغيم "، وهو مرض في حالة عدم علاجه بشكل جيد في الصغر يؤثر على الخصيتين، هذا مع وجود الدوالي، وهي كلها عوامل يكفي الواحد منها للتأثير الملحوظ على الخصية.

أشك في مسألة وجود انسداد في القناة الناقلة للسائل المنوي، ولكن كما ذكرت فالعلاج الجراحي للدوالي والذي يتبعه علاج هرموني لمدة 3 أشهر قد أتى بثمار جيدة، من حيث ظهور الحيوانات المنوية في السائل المنوي، ووصول العدد إلى 5 مليون، وهو أمر جيد جداً -بحمد الله- حيث يعيد لنا الأمل بقوة في حدوث الحمل، ولكن الاختلاف سيكون في كيفية حدوث الحمل.

حدوث الحمل بشكل طبيعي في ظل هذا العدد يكون صعباً، ويتطلب الأمر التدخل لحدوث الإخصاب بشكل صناعي.

ومحاولة العلاج الهرموني قد تزيد من عدد الحيوانات المنوية للعدد المطلوب، ولكن أيضاً قد لا يحدث هذا.
لذا أرى الآتي:

1- يمكنك تجربة علاج هرموني، ولكنه مكلف مادياً ويستمر لمدة 3 شهور، ولكن ليس مضمون النتائج، حيث من الممكن أن يزيد العدد للنسبة المطلوبة، ومن الممكن ألا يحدث التحسن المطلوب، ويكون العلاج هو:
(Choriomon 5000 IU) حقنة عضل أسبوعياً لمدة 3 أشهر، وبعدها نعمل تحليلاً ونرى النتيجة.

2- الحل الثاني: هو عمل ما يعرف (Iui" intauterine insemination)، وهي عملية يتم فيها تجميع السائل المنوي للزوج، بحيث يشترط أن يكون عدد الحيوانات المنوية لا يقل عن 5 مليون، ونقوم بحقن السائل المنوي باستخدام شرنجة خاصة بعد إضافة مواد منشطة للسائل المنوي داخل رحم الزوجة، أي يتم تحضير السائل المنوي وحقنة مباشرة داخل الرحم أثناء فترة التبويض، فيزيد ذلك من احتمالات حدوث الإخصاب والحمل، وتكون تكلفة هذه العملية أقل من الحقن المجهري.

3- الحل الثالث: هو الحقن المجهري باستخدام حيوان منوي واحد فقط، ويتم حقنة داخل البويضة " Icsi" ثم إعادة البويضة المخصبة داخل الرحم، وتكون نسبة نجاح العملية (30 %) ومع تكرار العملية تزداد نسبة النجاح.

لذا يحتاج الأمر إلى وجود دعم اقتصادي، حيث تكلفة العلاج الهرموني مرتفعة، وكذلك العمليات، وإن كنت أرى تجربة العمليات لتوفير الوقت والمجهود، وذلك بمحاولة حقن السائل المنوي داخل الرحم طالما والعدد 5 مليون، وفي حالة عدم النجاح نقوم بالحقن المجهري.

أو تجربة العلاج الهرموني لمدة 3 أشهر، ونرى بعدها هل التحسن كاف لحدوث الإخصاب بشكل طبيعي، أم سنلجأ في النهاية إلى العمليات!

وعليك بدوام الدعاء والاستغفار، والتضرع إلى الله أن يرزقك الذرية الصالحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً