الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بحث الفتاة عن زوجٍ عن طريق الإنترنت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما رأيكم في أحد مواقع الزواج الإسلامية الذي يتيح لكل شخص التحدث عن نفسه وذكر بياناته على الموقع دون كلامٍ مشترك مع الطرف الآخر ودون صور (الصور اختيارية يمكن وضعها ويمكن عدم وضعها)، ثم إذا وافق كلٌّ من الطرفين على الآخر من خلال بياناته على الموقع فإنه حينئذ فقط -وليس قبل ذلك- يتاح لهما فرصة التخاطب بالكتابة لتبادل العنوان مثلاً ليتقدم الرجل لأهل الفتاة وتنسيق هذه الأمور؛ فهل هذه الطريقة شرعية؟

مع العلم بأني قد سألت في ذلك وعلمت أن هذه الطريقة لا بأس بها لأنها دون كلامٍ أو صور، ولكن لثقتي الكبيرة بكم أريد أن أعرف رأي حضراتكم؟ والموقع المذكور مواصفاته اسمه "موقع قبول للزواج" Www.kobool.com.
وهل يعتبر بحث الفتاة عن زوجٍ بطريقة شرعية أخذاً بالأسباب؛ أي هل هي مطالبةٌ بذلك؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S.r.w حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نوافق على ما ذكر في السؤال، ونرتضي بتلك الضوابط الموضوعة في الموقع المذكور، ولكننا نتمنى استبعاد فكرة الصورة بصورة نهائية؛ وذلك لأنها تفتح أبواباً للشر، والإنسان يملك صورته فإذا وضعها في الموقع أصحبت ملكاً لغيره، كما أن الصورة لا تعطي الحقيقة كاملة ولا يخلو أمرها من الخديعة، كما أنه يمكن للملايين أن يشاهدوا صورة الفتاة، وهي في النهاية لا تتزوج إلا واحداً منهم، وأما مسألة الكلام فينبغي أن تكون بعد حصول الموافقة التي تتم بعلم الأهل وحضور بعض المحارم، فإذا رُوعيت هذه الأشياء فلا بأس ولا مانع.

ومن حقِّ الفتاة أن تفعل الأسباب وترغب في صاحب الدين والأخلاق، والعاقلة تحب في الرجل دينه وخلقه وأمانته، ولكن الأفضل أن تُعلن عن رغبتها للصالحات من أخواتها وصديقاتها فلكلِّ واحدة منهن أخ أو ابن أو محرم يبحث عن الصالحات، وكم تمنينا أن يقوم الأولياء بدورهم في عرض بناتهم وأخواتهم ومحارمهم على الأكفاء أصحاب الدين والخلق، ولسنا أفضل ولا أكرم من الفاروق رضي الله عنه الذي عرض حفصة رضي الله عنها على الصديق وابن عفان رضي الله عنهما، ثم فازت حفصة بصاحب الرسالة وأصبحت أمّاً للمؤمنين.

وفي الختام أرجو أن ننبه إلى أن معرفة الإنترنت وحدها لا تصلح أساساً لحياةٍ زوجية ناجحة، كما أن كثيراً من الآباء والأمهات يرفض ويعاند إذا علم أن الفتاة كانت على علاقةٍ عن طريق الهاتف والإنترنت، فلابد إذن من المجيء للبيوت من أبوابها ومقابلة الأولياء والتعرف عليهم، وحصول الرؤية الشرعية بحضور محرم من المحارم، فإذا وجد القبول والتوافق وتمت الاستخارة والاستشارة وتوجه الجميع إلى من بيده التوفيق والهداية فقد أفلح من بنى حياته على الإيمان والطاعة.

وعلى كلِّ حال فهذه الأمور أقسام وأقدار، ولكننا نفضل الزواج عن طريق المعارف والأقارب والجيران لحصول التوافق في العادات والتقاليد، ويمكن للإنسان في مثل هذه الأحوال أن يتعرف على شريك الحياة بصورةٍ طيبةٍ وعن قرب.

وهذه صيتي للجميع بتقوى الله وطاعته، ونسأل الله أن يسهِّل الأمور، وأن يغفر الذنوب، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً