الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الضحك على ألم الرأس والاختناق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.
والدتي عندها مشكلة تصفها بأنها غريبة جداً، وهي أنها عندما تضحك وخصوصاً عند الضحك العميق تشعر بأنها ستختنق، أو أن رأسها سينفجر ويصيبها دوار، يعني: باختصار حالة ليست مريحة، فيها دوار ووجع رأس شديد وضيق، فما دلالات هذه الحالة وما سببها؟
وهل لا سمح الله ولا قدر الله فيها خطورة؟
علماً أن عمرها (57) عاماً لديها ضغط وتشرب له دواء اسمه (هايبوتبن) حبة يومياً، وعندها سمنة شديدة وتحسس صدري أيضاً يكون أحياناً أشبه بأزمة، وعندها استعداد فطري كبير للقلق والاكتئاب (حسب وصف الأطباء).
بعثت لأطمئن وكي تكون كلماتكم عوناً لنا، وجعلنا الله وإياكم ممن يرضى عنهم ربهم ووالديهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً على هذا السؤال واهتمامك بأمر والدتك .

هذا الأمر إن شاء الله ليس خطيراً وليس مزعجاً، ولا شك أن السمنة تلعب دوراً في حدوث مثل هذه الحالة، والشعور بالاختناق أو بالدوران في الرأس والوجع يرجع إلى أن الضحك الشديد يؤدي إلى ضغط على الشرايين التي تغذي المخ بالدم، وهذا الضغط الظرفي والوقتي يقلل من نسبة الأكسجين قليلاً، وحين يقل الأكسجين بالطبع يشعر الإنسان بهذا الاختناق وهذا الدوار، وبالطبع الضحك أيضاً يؤدي إلى ارتفاع وقتي في ضغط الرأس، وهذا ربما يكون هو السبب في الانشدادات العضلية الخارجية والتي تؤدي إلى الشعور بالألم.

الحالة ليست خطيرة بالطبع، ولكن على الوالدة أن تتجنب الضحك العميق ما دام ذلك يضر بها، ربما يكون من الأفضل أيضاً عمل صورة مقطعية للرأس وذلك كنوع من الاحتياط، أنا لا أعتقد أن هنالك أي شيء إن شاء الله يشغل أو يسبب خطورة، ولكن فقط من أجل التأكد أن كل أجزاء الدماغ لديها سليمة، أقول هذا إذا توفر الإمكانات لذلك، فأرجو القيام بعمل الصورة، وإذا لم تكن هنالك إمكانيات لذلك، فأرجو عدم الانشغال بذلك .

لابد لها بالطبع أن تنتظم في علاج الضغط، ارتفاع ضغط الدم لابد أن يتم التحكم فيه، خاصةً بالنسبة للإنسان الذي لديه سمنة، وعليها أيضاً أن تتأكد من مستوى الكولسترول والدهنيات عامةً في الدم، ولابد أن تسعى لتخفيف وزنها.

بالنسبة للقلق والاكتئاب إذا كان موجوداً بصورة حقيقية فلابد أن يُعالج، أما إذا كان الأمر مجرد ميول فهذا في نظري سوف يختفي بالمساندة، بإبداء التعاطف معها، والابتعاد عن كل ما يضايقها، هذا في حد ذاته يعتبر كافياً، أما إذا كان هنالك أعراض اكتئابية أو قلقية حقيقية، فمن الأفضل أن يُعالج هذا القلق وذلك بإعطائها أيٍ من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وهي كثيرة ومتعددة، ربما يكون البروزاك هو الأفضل في حالة الوالدة؛ لأن البروزاك لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، يمكن أن تتناولها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتجرب ذلك وتنظر في حالتها إذا تحسنت، فعليها الاستمرار في الدواء حتى تكتمل المدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناولها .

أسأل الله لها الشفاء والعافية .
وبارك الله فيك على الاهتمام بأمرها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً