الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الأجر من الله بقطع الفتاة لعلاقتها بشاب عبر النت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد:

لقد تعرفت على شاب بواسطة النت، وأنا بطبعي والحمد لله ليست لي علاقات مع الشباب بالهاتف أو بطريقة أخرى، والمهم عندما تعرفت عليه كنت أطلب أسماء كتب للتعلم، وكنت أعاني من مشاكل ولا زلت، وساندني مثل الأخ، ولم يتجاوز الحدود ولكن ضميري كان يؤنبني، فلقد كنت بين نارين: لأني أعلم أن ما أفعله حرام، وحاجتي له أنه كان قريب من قلبي فخفت.

ومرة أغضبني، وكان يمزح معي فزعلت، وعاهدت ربي بأن أقطع مراسلته - ولله الحمد على ذلك- لأنه شغل كياني، وراسلني أكثر من مرّة ولم أرد عليه، لقد ارتحت ولكني أحن إلى ذكراه فلقد ساندني معنوياً.

سؤالي: هل بذلك أنال الأجر وما هو؟ لأني أصارع نفسي وأنا لست بمتدينة ولكني أرفض هذا العمل وخاصة أنه خيانة لأهلي، لكني أحلم بمراسلته، وكلما تذكرته وأنا حزينة أشعر بالفرح.. لم أعطه اسمي أو إيميلي.

وهل إذا دعوت له بالخير جائز؟ وهل من يجاهد نفسه لأداء الصلاة ويقوم وهو يشعر بالكسل منافق والأفضل له ترك الصلاة مثلما قالت لنا معلمة التربية الإسلامية؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشعور بالكسل عند القيام للصلاة لا يبرر للإنسان ترك الصلاة، بل ينبغي أن يجاهد ويقهر شيطانه، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يثب للصلاة وثباً، وقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان -صلى الله عليه وسلم- يكون مع أهله فإذا حضرت الصلاة فكأننا لا نعرفه وكأنه لا يعرفنا). وفي رواية: (فإذا حضرت الصلاة لم يشتغل بغيرها).

وليس صحيحاً ما قالته معلمتكم: إن ترك الصلاة أفضل من أدائها بتكاسل؛ لأن تلك مرحلة إذا وصل إليها الإنسان فيخشى على دينه من الضياع، كما أن الشيطان يفرح بتحقيق هذا النصر على المسلم الذي ترك الصلاة، بل المطلوب هو مجاهدة النفس على الفرائض، وهي يسيرة بحمد الله، ولا حرج إذا فاتته بعض النوافل بعد ذلك، طالما أنه أدى الفرائض التي عليه، والمشكلة التي تحدث هي أن المسلم لا يدرك قيمة الصلاة وعظمتها، وبالتالي يقع التهاون فيها، تماماً كجوهرة بيد صبي يلعب بها، وربما كسرها أو رماها لأنه لا يدرك قيمتها، فالمطلوب إذن لكي تعظمي قدر الصلاة في نفسك أن تقرئي طرفاً من الترغيب في أدائها وفضلها، فارجعي إلى كتب الحديث كالصحيحين، وكتب السنن، وكتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي، وكتب المعاصرين الذين جمعوا من كتب الأولين ككتاب رهبان الليل لسيد العفاني، وغيرها من الكتب، وبإمكانك قراءة وسماع المواضيع المتعلقة بالصلاة من شجرة التصنيف العلمي في الصوتيات في هذا الموقع المبارك.

وقد أحسنت بقطعك لتلك العلاقة، والإنسان يؤجر إذا عمل لله وترك لله، وأعطى في الله، ومنع في الله، وسار على مراد الله.

وأرجو أن تحافظي على وقارك وتبتعدي عن الشباب فإن فيهم كثير من الذئاب، واعلمي أن الفتاة لا تملك بعد إيمانها وحيائها ما هو أغلى من سمعتها وسيرتها بين الناس، والفتاة كالثوب الأبيض الذي تظهر عليه الأوساخ مهما كانت قليلة، وكما قيل: (إن البياض قليل الحمل للدنس).

ونحن ننصحك بالتخلص بكل ما يذكرك بذلك الشاب، وابتعدي عن أماكن وجوده، وراقبي الله في سرك وعلانيتك، واحمدي الله الذي عافاك، واعلمي أن السلامة لا يعد لها شيء، ولا مانع من الدعاء لمن أسدى إليك معروفاً فإن الوفاء من شيم الكرام.

لكن تقديم هذا المعروف لا ينبغي أن يجر إلى ربط علاقات غير مشروعة كما لا يخفى على نظرك الكريم، وأنت مأجورة على مجاهدة نفسك، كما أن الله تكفل لك بالهداية مع هذه المجاهدة فقال تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69].

وأرجو أن تقدمي عقلك على عاطفتك، واتقي الله ربك، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً