الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأخلاق الحسنة تكفي لقبول الخاطب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد طلبني أحدهم للزواج، وأنا أعرفه جيداً، ولديه أخلاق حسنة، وأنا متأكدة أنه يحبني ويحترمني رغم أنه لم يقل لي ذلك، فهل ذلك يكفي لزواجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zainab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأخلاق الحسنة بضاعة رابحة في الدنيا والآخرة، وقد اهتم الإسلام بالأخلاق وجعل جزاءها القرب ممن بعث متمماً لصالح الأخلاق عليه صلاة ربنا البديع الخلاق، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وإذا تأمل الإنسان هذا الحديث فإنه يلاحظ أن الوصية بالأخلاق تكررت؛ لأن الأخلاق داخله في الدين، بل هي عماده، ومع ذلك أوصى بها فقال: (دينه وخلقه)، وكأنه قال (خلقه ودينه وخلقه)، علماً بأن الفتاة لا تستطيع أن تعيش مع صاحب الدين إذا كان سيء الخلق؛ لأن سوء الخلق يفسد الحياة كما يفسد الخل العسل، ولا يتصور وجود أخلاق بغير دين وإلا كانت منقوصة ومبتورة، فإنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع، كما أن الأخلاق لا تكتمل إلا إذا قصد بها صاحبها وجه الله، وقد كانت للعرب بعض الصفات الطيبة ولكنها كانت لأجل هوى القبيلة وكانت مخلوطة ببعض المفاهيم المغلوطة حتى بعث رسولنا متمماً لمكارم الأخلاق وأثنى عليه ربه فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم:4].
وإذا كان الرجل مع حسن خلقه يقدرك ويميل إليك ويحترمك فذلك خير إلى خير، وقد ظهر لي من كلامك ميلٌ إليه، وبذلك تكتمل معظم عناصر النجاح فاتقوا الكريم الفتاح، واعلموا أن طاعته سبب لكل فلاح واحرصوا على ذكره في المساء والصباح، واطلبوا منه التوفيق والصلاح.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن يعاونك أهلك في التعرف عليه فإن الرجال أعرف بالرجال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأعمال، وأن يرزقنا الأخلاق والأقوال والأفعال والأحوال، وأن يرزقك الصالح من الرجال، ومرحباً بك في موقعك، ونحن في مقام العم والخال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يطيل في طاعته لنا ولكم الآجال.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً