الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادة تقبيل أهل الزوج من الرجال.. كيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم
أنا فتاة مسلمة على أهبة الزواج، ومشكلتي تتمثل في أن أهل زوجي طلبوا مني أن أقبل أهل زوجي من الرجال على أساس أنه نوع من التقدير لهم، وهذا عرف سائد في أسرتهم.

بالله عليكم كيف أتعامل معهم دون أن أسيء لعلاقة زوجي بأهله؟

وفقكم الله.
السلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الأخت الفاضلة المباركة / نوال حفظها الله .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر لك أمر زواجك، وأن يجمع بينكما على خير .

الأخت نوال! من المعلوم شرعاً أن الله خلقنا لوظيفة محددة، وهي عبادته وحده سبحانه وتعالى، وقال جل شأنه: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56]، وأرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين لنا كيف نعبده سبحانه وتعالى جل شأنه، وبين لنا الحلال والحرام، وشدد كثيراً على قضية العرض والشرف وضرورة المحافظة عليهما، ومن أجل ذلك حرم النظر إلى النساء من الرجال، وحرم على المرأة كذلك أن تنظر لغير زوجها أو محارمها، وحرم كذلك الاختلاط؛ لأنه يؤدي إلى الوقوع في الحرام، وحرم مصافحة الرجل لأي امرأة أجنبية عنه، وحرم كذلك مصافحة المرأة لأي رجل أجنبيٍّ عنها، وحرم الخلوة والدخول على النساء ما دام زوج المرأة غير موجود، كل ذلك صيانة للعرض والشرف، وبين لنا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن أي أحد لو أمر الإنسان بمعصية الله فلا يجوز له أن يطيعه مهما كان، سواءً أكان الأب أو الأم أو الزوج أو الإخوة، ولذلك نص قائلاً: (إنما الطاعة في المعروف)، وهذا الذي يطلبه أهل زوجك من الأمور المحرمة شرعاً، وعليه فلا يجوز لك أن تفعلي ذلك، واعتذري لهم بأي عذر لطيف؛ حتى لا تفسدي العلاقة كما ذكرت، قولي لهم بأنك تستحين أن تفعلي ذلك، وأن مقامهم عندك كبير جداً، وأنك فعلاً تحبينهم وتقدرينهم، ولكن تستحين أن تفعلي هذا، وأكثري من الدعاء أن يصرف الله عنك هذا البلاء، وأن يشرح صدورهم لقبول عذرك، وعليك بطاعة الله ورسوله، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً