الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد أن أذل نفسي ولا أريد أن أخسره، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ فترة ليست بالقصيرة لمحت عمتي أنها تريدني لابنها وهو كذلك، في الحقيقة أنا لم أكن موافقة في الأول لكن بعدها قبلت، لكن منذ سنة تقريباً علمت أنه تعرف على زميلة له في العمل وتغيرت معاملته لي، قيل لي: إن الفتاة إذا أرادت شاباً تفعل كل شيء حتى تحصل عليه، لكني لا أريد أن أرخص وأذل نفسي لأحد، وأؤمن أنه إذا كان مقدراً لي فسوف يكون لي، وكذلك لا أريد أن أخسره، ماذا أفعل؟

شكراً لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ابن العمة بالمكانة التي لا تخفى، والعمة بمنزلة الأب والأم، والكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده، وسوف يأتيك ما قدره لك ربنا جل وعلا، فأشغلي نفسك بطاعة الله، وأكثري من الذكر والدعاء ولا تقدمي أي تنازل، وقد أسعدني قولك إن العبرة بالمقدر، واعلمي أن ما عند الله من الخير والتوفيق لا ينال إلا بطاعته سبحانه، وإذا كان فيه خير فسوف يأتيك الله به، واعلمي أن صاحب الدين مقدم، وارتباطه بالزميلة أو ميله إليها لا يدل على خير فيه، فإن الذي لا يراعي ضوابط الشرع لا يستحق أن نتأسف عليه.

وأرجو أن تعلمي أن ما قيل لك ليس بصحيح؛ لأن الفتاة التي تقدم تنازلات تغضب ربها وتفقد ثقة زوجها مستقبلاً، فإن الرجل يجري خلف المرأة التي تتدثر بحجابها وحيائها، ويهرب من التي تطارده، وإن تزوجها فإنه سوف يواجهها بالحقيقة المرة عند أول بادرة خلاف، وسوف يقول: (عليك أن تتحملي أخطاءك وأنا لم أكن راغب فيك ولكنك كنت تجرين خلفي) وقد يشك فيها؛ لأن الشيطان يأتيه ويقول كيف تثق في الفتاة التي تعاملت معك من وراء أهلها ولم تراقب – قبل ذلك – ربها؟!!

وحتى لا تخسريه فأولاً: أكثري من التوجه إلى من بيده مقاليد الأمور، وأرجو أن تقتربي من عمتك، وتجتهدي في برها، وأظهري لهم ما عندك من أدب وحياءٍ وخير، واعلمي أن رغبة العمة مقدمة، وأن كلمتها مسموعة، ولن تخسري في كل الأحوال، إذا جعلت رضاك في مواطن الأقدار وأكثرت من الاستغفار وواظبت على تلاوة القرآن والصلاة والسلام على رسولنا المختار، فأشغلي نفسك بطاعة الواحد القهار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يحشرك في زمرة الأبرار.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً