الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من غيبة الشخص بما ليس فيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحدثت عن شخص كلاماً ليس فيه، ثم ندمت، ولم أستطع أن أصلح ما قلت، فكيف أتوب؟ مع العلم أن الشخص لم يصبه أي ضرر، ولم يعلم بما قلت، ولكن ضميري يؤنبني!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك.

بخصوص ما ورد برسالتك: فإن الإسلام العظيم الذي شرفنا الله بالانتماء إليه قد حرم على المسلم أن يضر أو أن يكون سبباً في إلحاق الضرر بأي إنسان أو حتى حيوان غير مؤذ، بل والنبات؛ لأن الإسلام من السلم والسلام والأمن والأمان، والمسلم خير كله وهو أبر الخلق بالخلق وأرحم الخلق بالخلق، إلا أن حرمة المسلم أعظم وأشد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( كل المسلم على المسلم حرام دمه ومال وعرضه)، وقال: (إن من أربا الربا استطالة المسلم في عرض أخيه المسلم )، وعليه فلا يجوز للمسلم أن يأخذ شيئاً من مال أخيه بغير حق أو بغير رضا، كذلك لا يجوز له أن يتكلم فيه كلاماً يحط من شأنه أو يشوه صورته أمام غيره خاصة إذا كان غير موجود، وهذا هو ما يعرف بالغيبة حيث عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره)، والغيبة -كما لا يخفى عليك- من كبائر الذنوب، ونظراً لأنها تتعلق بحق العبد فلابد من استحلاله منها، بمعنى: طلب عفوه ومسامحته، فأتمنى أن تتشجعي وتطلبي منه عفوه ومسامحته ولو بصورة غير مباشرة.

استخدمي الحيلة في ذلك واجتهدي في الحصول على عفوه ومسامحته، حاولي على قدر استطاعتك؛ لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بعفو أصحابها أو رد حقهم إليه، ولذلك يلزمك – كما ذكرت – الاجتهاد في الحصول على عفوه ومسامحته، فإن لم تستطيعي ذلك فأكثري من الدعاء له بظهر الغيب أو اذكريه في نفس المجلس الذي اغتبته فيه وأمام من تكلمت عنه أمامهم، اذكريه بكل خير وأثني عليه واستغفري له، فإن عاتبك هؤلاء في ذلك مثلاً وقالوا لك: أنت إنسانة متناقضة، ألم تقولي عنه كذا وكذا من أيام؟ فقولي لهم: إني كنت مخطئة والشخص على غير ذلك. سامحوني، وبذلك تكونين قد أخذت بأسباب التوبة وصار عندك أمل أن يغفر الله لك؛ لأن الغيبة شأنها عظيم وخطرها جسيم، وقد تذهب بأفضل أعمالك الصالحة وتحول إلى صحيفة هذا الشخص يوم القيامة فتحرمين منها بسبب هذه الكلمة التافهة، وانتبهي لنفسك مستقبلاً وإياك أن يستدرجك الشيطان.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً