الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البوح للزوجة بالحب وأثره في إضعاف شخصية الزوج أمامها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل من الخطر البوح للزوجة بأني أحبها حتى لا تتآمر وتستغل زوجها، سواء من الناحية السلوكية مثل التمرد أو الاستغلال المادي؟

قرأت في بعض المنتديات أن البوح بمشاعر الحب للزوجة يتسبب في أمور لا تحمد عقباها، وأنه مقتل للرجل في شخصيته كشخص يهابه المجتمع الذي يحيط به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك لكما وعليكما.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما ذكرته عما قرأته في أحد المنتديات أعتقد أنه ليس صحيحاً من جميع الوجوه، وإنما الذي ينبغي أو يجب على الزوج أن يعرف أولاً طباع زوجته وأخلاقها ومدى تأثير الكلام الطيب فيها مثل أن يثني عليها إن فعلت شيئاً حتى وإن كان بسيطا،ً ويمدحها في المواقف التي تستحق ذلك، ويعبر لها عن حبه عند اللقاءات الخاصة، ثم ينظر إلى رد فعلها ومن هنا سيحدد المقدار المسموح من المدح والثناء والإطراء، وأنا شخصياً -أخي عبد الله- ما أن تسمع امرأتي مني كلمة شكر أو ثناء إلا وأجد الفرحة قد عمت أرجاءها والسعادة قد بدت وظهرت على تقاسيم وجهها وكأنما أعطيتها أعظم هدية في العالم، وعندما أتوقف عن ذلك تسألني: هل الكلمات الطيبة والمشجعة حذفت من قاموس الحياة؟ فأتذكر تقصيري وأحاول معالجته فوراً، فأرى فوراً أيضاً أن النشاط والهمة قد دبت فيها وتتمنى لو تأتيني بالنجوم والكواكب لتضعها تحت قدمي، ولذلك من أخبرك بذلك على الإطلاق فقد أخطأ في التعميم وإنما لا بد من جس النبض والبدء بعبارات بسيطة، فإن لاحظت ترحيباً وتحسنناً فقد عرفت الطريق إلى قلب امرأتك، وبمقدورك أن تعرف المقدار المناسب لظروفها حتى لا تكثر ولا تتكلف وإذا لاحظت أن الرد كان سلبياً – وهذا ما أشك فيه وبقوة لأنه ينافي الشرع والعقل، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه )، والمرأة أولى من يكافأ ويكرم على خدماتها التي لا تتوقف، والحق -جل جلاله- يقول: فـ (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60].

والشاعر يقول:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان

والكلمة الطيبة والتعبير الصادق على المشاعر ومناداتها بعبارات رقيقة مثل: (يا حياتي، يا روحي، يا غالية، يا حبي) لن تزيدها إلا حباً لك وتعلقاً بك، فتوكل على الله وجرب وأنت الحكم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً