الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي رفضت قبول خطبة من أحب.. فماذا أفعل؟

السؤال

أنا شابة عمري 24 سنة ـ والحمد لله ـ الذي أكرمني بالكثير من النعم، منها أنه سبحانه منّ علي بأمي التي هي مثالٌ في الدين والخلق والتربية الحسنة بفضلها، فأنا الآن ـ والحمد لله ـ فتاة مواظبة على فرائضي، متحجبة منذ صغري ناجحة في تعليمي وعملي الآن، لكن كان لدي خطأ خلال فترة الجامعة، وهو أني تركت الفرصة لشاب له أوصاف أعجبتني كان يدرس معي في اختصاصي أن يتعرف علي، ومع نهاية الدراسة أصبحنا متعلقين ببعض لدرجة كبيرة.

طلب من أهله أن يخطبوني، ولما تقدموا لخطبتي أمي رفضت وبشدة! والسبب أن المدينة التي أسكن بها بعيدة عن المدينة التي يسكن بها هو، وهو يرفض أن يبتعد عن والديه؛ لأنه مسئول عنهما.

أما أنا فلم أستطع إقناع أمي، ولم أجد شخصاً قريباً مني لإقناعها؛ لأن أمي وحدها القريبة مني، وقد تقدم إلي الكثير وأنا أرفضهم من أجله.. فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ننتظر من الشاب أن يكرر المحاولات، وأن يدخل الوساطات بعد أن يتوجه إلى رب الأرض والسماوات؛ لأن في ذلك دليلاً على أنه مصُّر على الارتباط، فإن لم يفعل ذلك فلا تنتظري السراب، ولا تردي الصالحين من الخطاب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك الصواب.

ولا شك أن السبب الذي رفضت والدتك لأجله الخاطب الذي جاء بأهله ليس كافياً للرفض إذا كان هو السبب الوحيد، أما إذا كانت هناك أسباب أخرى فمن المفيد طرحها وبيانها حتى نتمكن من النظر في الأمر بصورة شاملة.

ولا يخفى عليك أنك مطالبة ببر الوالدة ومقابلة وفائها بالوفاء، وبرها وإحسانها بالبر والطاعة، ولا أظنها تقصد إلحاق الأذى بك، ولذلك فلا مانع من فتح الموضوع معها بهدوء وإزالة المخاوف التي في نفسها، وهل هناك مانع من أن تكون هي معكم في المدينة الجديدة؟ وهل يمكن الوصول إلى حل وسط في المسألة؟ وهل هناك من يستطيع أن يؤثر عليها إذا تدخل في الموضوع؟ وهل عرفت أن سبب ردك للخطاب هو تطلعك بالخاطب الأول؟ وهل هي على علم بعلاقتكما السابقة؟ وما هو رد فعلها المتوقع إذا عرفت ذلك؟ وهل رشحت لك شريك حياة من أرحامكم؟ وهل عندها من يصرف عليها غيرك؟ أسئلة كثيرة والإجابة عليها تعيننا بتوفيق الله على الوصول إلى السبب الحقيقي لرفضها، وإذا عرف السبب بطل العجب.

وإذا تأكدت أن هذا هو سبب الرفض، وتأكدت أن الرجل لا زال في الانتظار فأعرضي عليها رغبتك وقولي لها: أنت يا أمي في المقام الأول، لكن الفتن كثيرة، وقد أعجبني في ذلك الشاب دينه وخلقه وأسعدني اهتمامه بأهله؛ لأن هذا الرجل هو الذي سوف يعيني على طاعة ربي وعلى الإحسان إليك، ولا مانع من أن يتوسط بينك وبينها إذا رضيت بذلك.

وهذه وصيتي لك يا فتاة الإسلام بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إلى من قلب والدتك وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيفما شاء، ومرحباً بك في موقعك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً