الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما توجيهكم لفتاة متعلقة بشاب فقير مع رفض والدها قبول خطبته؟

السؤال

السلام عليكم

أحب شاباً وأنا على علاقة محترمة معه، يحترمني وأحترمه، وهو على خلق ودين، وأنا أقبل به كزوج رغم ظروفه المادية، المشكلة في قبول والدي به كزوج؛ لأن والدي مادي في اختياراته لشريك مستقبلي، أما أنا فأهتم بالجانب الديني، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يرزقك زوجاً صالحاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن السن التي أنت بها من صفاتها وطبيعتها ميل الأنثى للرجل كفطرة فطر الله الناس عليها؛ لأنها أصبحت مؤهلة لتكون زوجة وأماً منذ بلوغها خمس عشرة سنة أو حتى قبلها إذا رأت أي علامات من علامات البلوغ المعروفة، ولذلك يعتبر الميل القلبي والعاطفي من الجنسين للآخر شيئاً طبيعياً وفطرياً، ولقد وضع الإسلام حلاً عملياً لهذه المشكلة بالزواج المبكر وضرورة عدم رد أي شاب يتقدم للفتاة ما دام مستوفياً للشروط الشرعية ولديه القدرة المالية والبدنية على القيام بمهام الحياة الزوجية، واعتبر النبي -صلى الله عليه وسلم- رفض الشاب المناسب نوعاً من الفتنة والإفساد، وهذا حض لأولياء أمور الفتاة وتحذير لهم من رفض الشخص المناسب، إلا أنه نظراً لضعف الدين لدى الكثير من المسلمين أصبح الكثيرون منهم يقدمون شروطاً وصفات أخرى على ما شرعه الله تعالى، أما الشرع فإنه يراعي الشروط الأساسية اللازمة للحياة الزوجية.

وموقف والدك يعتبر عادياً جداً بالنسبة للواقع اليومي الذي يعيشه الغالبية من المسلمين، إلا أنه يكون مخالفاً للشرع إذا كان الشاب قادراً على القيام بمسئولية الأسرة إلا أن والدك يريده أغنى من ذلك، أما إذا كان لا يستطيع القيام بذلك فإن موقف والدك لا يخالف الشرع حتى وإن كان صاحب خلق ودين، ولا يستطيع الشرع أن ينكر عليه ضرورة أن يكون المتقدم لابنته قادراً على كفايتها من جميع الوجوه الشرعية ولو في حدود الوسط من الإنفاق.

اعلمي أختي الكريمة أن الجانب الديني وحده لا يكفي إذا لم يكن هناك قدرة على توفير الحياة الكريمة التي ارتضاها الله لعباده، وعلى الأخ أن يصبر حتى يوسع الله عليه، وليس هذا حاله وحده، بل السواد الأعظم من الشباب اليوم حالهم هكذا، وليس أمامهم إلا الصبر مع الأخذ بالأسباب والاجتهاد في البحث عن الكسب الحلال حتى ييسر الله لهم أمورهم، وأما عن كونك تحبينه فالحب القلبي الذي يقذفه الله في قلوب عباده ولا دخل لهم فيه بشيء لا يحاسبنا الله عليه، أما إذا تعدى هذا الحب كالاختلاط والكلام الخاص والخلوة والمس الجسدي ولو بالمصافحة فهذا كله حرام شرعاً؛ لأن هذه كلها أمور لا تجوز إلا مع الزواج الحلال، والإسلام لا يقر أي علاقة بين فتاة مسلمة وشاب خارج إطار الزواج مطلقاً، لذا عليك أن تراجعي موقفك، وأن تتوبي إلى الله مما حدث قبل هذا، وأن تقطعي علاقتك بهذا الشاب، خاصة وأن والدك لا يوافق عليه، وليبحث له عن زوجة تناسبه، وأن تتوبي إلى الله تعالى وتسأليه أن يرزقك زوجاً صالحاً مقبولاً لدى والدك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً